أعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا استشهاد235 أشخاص أمس في البلاد, مشيرة إلي أن معظم القتلي سقطوا في حلب وريف دمشق ودير الزور. ذكرت ذلك قناة( الجزيرة) الفضائية.. دون أن تشير إلي المزيد من التفاصيل. ومن جانبها, وردا علي استفسارات الصحفيين حول تصريحات وزير الإعلام السوري أمس بشأن مصر, أكد الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان مصر تدعو الحكومة السورية إلي تركيز جهودها علي حقن دماء مواطنيها والتعاون مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلي اخراج سوريا من ازمتها الطاحنة الحالية. واضاف المتحدث باسم الخارجية ان مصر عندما تبدي رأيا في الشأن السوري فإن هذا إنما ينبع من حرصها علي ارواح اشقائها في سوريا ومما تستشعره من أسي علي ما تردت إليه الأوضاع هناك من ابعاد مأساوية, ومن هنا حرصت مصر, منذ بداية الأزمة علي المشاركة بفعالية في جميع الجهود والمبادرات الدولية لحقن الدم السوري ووقف عمليات القتل اليومية. وأشار المتحدث إلي أنه لن يكون مجديا الاستمرار في اتهام كل من يحاول تقديم يد المساعدة للشعب السوري باتهامات بعيدة تماما عن أرض الواقع, مؤكدا ان مصر لا يعينها سوي مصلحة الشعب السوري, ولا يحدوها سوي الحفاظ علي الروابط الاخوية التاريخية التي ربطت دائما بين شعبي البلدين. ورأت مجلة( فورين بوليسي) الأمريكية أمس أن الوقت قد حان لتدخل عسكري أمريكي في سوريا..مطالبة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي وضعت نفسها في ما وصفته المجلة ب'المأزق' في سوريا بأن تتخلي عن سلبيتها لأن نهاية هذه الأزمة الراهنة باتت واضحة. واعتبرت المجلة في سياق تعليق أوردته علي موقعها الإلكتروني أن التدخل العسكري أصبح قضية أخلاقية لا تقبل الجدل نظرا لتزايد أعداد القتلي يوميا, مشيرة إلي أنه رغم ذلك يعارض العديد من المسئولين في البيت الأبيض ممن أيدوا التدخل في ليبيا تدخلا مماثلا في سوريا خوفا من أن يتحول القتال المتصاعد إلي حرب أهلية شاملة, تؤجج الكراهية الطائفية وتهدد الدول المجاورة بتدفق اللاجئين بأعداد كبيرة, فضلا عن التوتر العرقي والديني. وقالت إن إقامة منطقة حظر جوي لن توقف أعمال القتل والمجازر التي ترتكبها القوات النظامية ضد أبناء الشعب السوري, مشيرة إلي أن القوات النظامية قامت بنشر طائرات هليكوبتر ومقاتلات في كل من حلب وإدلب وفي مناطق أخري في الشمال, ليس فقط من أجل إرهاب المدنيين وقمعهم بل أيضا لمنع المعارضة من إحكام قبضتها علي مساحات واسعة من الأراضي, كما فرضت المعارضة الليبية سيطرتها في بنغازي. وأوضحت المجلة أن البيت الأبيض يحاول عدم الانجرار إلي حملة عسكرية جديدة يمكن أن تتحول إلي أسوأ حملة تشنها واشنطن خاصة بسبب اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل..مشيرة إلي قول أحد مسئولي الإدارة بأنه نظرا لأن المعارضة السورية أظهرت نوعا من الانتصار فلا حاجة لأي تدخل خارجي, الأمر الذي اعتبرته المجلة ذريعة للتقاعس عن العمل. ومن جانبه, قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن ما يجري في سوريا هو مؤامرة كبري وعدوان بأدوات وحشية عناصرها ظاهرة وواضحة..لافتا إلي أن سوريا تواجه فكرا وهابيا إرهابيا تكفيريا وثقافة متطرفة بصور وأسماء مختلفة. وأضاف الزعبي خلال لقائه أمس مع ممثلي ومراسلي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المعتمدين بدمشق إن ما يجري في سوريا ليس سرا لا بتفاصيله الصغيرة ولا بعناوينه الكبيرة وما تحدثنا عنه في الإعلام عن مؤامرة كان من الواقع وليس تنظيرا سياسيا..وهناك أدلة سياسية وواقعية وأمنية استخباراتية تؤكد أن ثمة ما يعد لسوريا. وشدد وزير الإعلام السوري علي ضرورة وقف السلاح والمال وإيواء المسلحين والإعلام التحريضي والبدء في الحوار الوطني الشامل بعد عودة الأمن, قائلا: لا حوار في ظل وجود سلاح بيد الإرهابيين لأن الحوار شرطه الأساسي توفير الأمن والاستقرار. ولفت إلي أن المعارضة التي لا تريد الذهاب للحوار ليس لديها برنامج أو مشروع سياسي والحوار يتم بين برامج سياسية, مؤكدا أن الحل في سوريا سوري وأدواته سورية كما أن الجيش السوري ملتزم بتنفيذ واجباته بإعادة الأمن والاستقرار إلي كل المناطق. وبشأن التصريحات التركية والغربية حول شرعية الرئيس السوري بشار الأسد..قال الزعبي' إن ما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وغيره من الغربيين عن أن الأسد فقد شرعيته, كلام تافه ولا معني له وفي غير محله ولا يغير من الأمر شيئا ومن يحدد شرعية أي رئيس هو صناديق الاقتراع'.