أكد الدكتور ياسر علي, المتحدث باسم رئاسة الجمهورية, أن إعادة بناء النظام السياسي المصري يأتي وفقا لمبادئ وأسس ثورة الخامس والعشرين من يناير, وأنه يسير بالتوازي مع إعادة دفع الاقتصاد المصري نحو النمو, ولا ينفصل عن إعادة بناء منظومة العلاقات الخارجية المصرية التي من الأهمية بمكان أن تقوم علي مصالح مصر, وهو ما يستدعي إعادة قراءة مفهوم الأمن القومي المصري, وأنه سيتم عقد مؤتمر قومي بمشاركة القوي الوطنية. جاء ذلك خلال لقائه مع مجموة من مراسلي الصحافة الأجنبية في مصر أمس بمقر الهيئة العامة للاستعلامات بمدينة نصر, والذي تناول أيضا الحديث عن الملف السوري والروية المصرية لحل الأزمة وأسباب اختيار مصر للجنة الرباعية المعنية بحل الأزمة التي تم تشكيلها علي هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بمكة, كما نوه عن الزيارة المرتقبة للرئيس للولايات المتحدةالأمريكية في24 سبتمبر2012, وما قد يعقبها من زيارة للبرازيل. وأشار المتحدث الرئاسي إلي أن ملف حقوق الإنسان له أولوية كبيرة في أجندة الرئيس مؤكدا أن من عاني كثيرا في ظل النظام السابق سيحرص علي إعطاء كل ذي حق حقه, وأن الرئيس حريص علي الحفاظ علي كرامة المصريين, منوها إلي أن إنشاء ديوان المظالم من أولي الخطوات في تناول ملف حقوق الإنسان في مصر, وتطرق علي في حديثه إلي تطوير المنظومة الأمنية حيث أكد أن الموضوع يتم تناوله بكل محاوره, ومن خلال الاضطلاع علي تجارب الدول الأخري. وفي حديثه عن قرارات12 من أغسطس قال إنها لم تقصد أشخاصا أو مؤسسات بعينها, ولكنها جاءت في سياق وضع الدولة المصرية في مسارها الصحيح, وأن سلطة التشريع التي اكتسبها الرئيس لا يقصد بها الاستحواذ علي السلطة التشريعية ولكنها لحماية السلطة التشريعية التي انتقلت بذلك من سلطة غير منتخبة إلي سلطة أخري تم انتخابها بإرادة شعبية, مؤكدا أن سلطة التشريع ستنتقل إلي مجلس الشعب حين انتخابه. وأشار الدكتور ياسر علي إلي أن قرار الرئيس فيما يخص إلغاء الحبس في قضايا النشر هو قرار نابع من ضرورة منح الصحافة ووسائل الإعلام الأخري قدر أكبر من الحرية, وأن هذه الخطوة ستتلوها إجراءات أخري ليكون الإعلام معبرا بحق عن ضمير المجتمع, كما أنها لن تمتد لتشمل تشريعات أخري, بل سيترك أمر التشريعات المتعلقة بالصحافة والإعلام للبرلمان المقبل. وأكد المتحدث الرئاسي أن الرئيس مرسي منذ انتخابه أصبح رئيسا لكل المصريين وأنه يقف علي مسافة واحدة من الجميع, وأن مشروع النهضة ليس مشروع جماعة أو حزب سياسي وإنما هو مشروع قومي, معلنا أنه ستتم الدعوة إلي مؤتمر وطني تحضره كل التيارات والقوي السياسية والمجتمعية لمناقشة المشروع. في حديثه عن ملف العلاقات الخارجية ومحددات السياسة الخارجية المصرية, أشار المتحدث الرسمي إلي أن مصر بعد ثورة يناير ستنفتح خارجيا علي كل القنوات, وأنها ستقوم بإعادة بناء منظومة العلاقات الخارجية علي أسس من التعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة مع كل الأطراف. وعن الجولات الخارجية التي يقوم بها الرئيس خاصة الزيارتين المرتقبتين للصين وإيران, قال علي إن زيارة الصين تأتي في إطار فتح قنوات للتعاون وبحث جذب المزيد من الفرص الاستثمارية وأن زيارة إيران تأتي في إطار تسليم رئاسة حركة عدم الانحياز ولن تستغرق سوي بضع ساعات. وفي رد علي تساؤل بشأن الأبعاد السياسية في زيارة الصين, نفي الدكتور ياسر علي ما أثير حول مناقشة تمويل الصين لإنشاء العديد من السدود في دول حوض النيل, مؤكدا احترام مصر لما تراه كل دولة في تعاونها مع الدول الأخري, بما يحقق المنفعة المتبادلة للأطراف المتعاونة. وعن أسباب ضم إيران في إطار اللجنة الرباعية التي اقترحت مصر بإنشائها لحل الأزمة, التي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران أشار ياسر علي أن مصر ترفض إراقة المزيد رمن دماء أبناء الشعب السوري, وأن الأزمة لا يمكن أن تنفرج دون الحديث مع كل الأطراف الفاعلة في المحيط الإقليمي وهو السبب الرئيسي لضم إيران للجنة. وفي رده علي تساؤل بشأن زيارة الرئيس للولايات المتحدةالأمريكية في سبتمبر المقبل وإن كانت فقط لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك أم أنه سيتوجه إلي واشنطن أيضا أشار الدكتور ياسر علي إلي أن الزيارة ستكون في24 سبتمبر المقبل, وأنها ستكون إلي نيويورك فقط, مؤكدا أن مصر تنتوي أيضا الترتيب لزيارة مجموعة من دول أمريكا اللاتينية تأتي علي رأسها البرازيل.