منذ فبراير عام1988 وحتي الآن تسعي فرقة التنورة للفنون التراثية إلي إحياء واحد من أهم الاشكال الفنية والتي كانت علي وشك الاندثار.ومن خلال العروض الدورية التي تصل إلي3 مرات أسبوعيا وبصفة مستمرة استطاعت الفرقة التي أنشأتها الهيئة العامة لقصور الثقافة أن تصبح أقدم الفرق الشعبية التراثية في العالم, وأن يتم ترشيحها للانضمام لموسوعة جينس للأرقام القياسية من حيث الفترة التي تقدم فيها عروضها من ناحية وعدد الدول الأوروبية والأمريكية والعربية والإفريقية التي قدمت فيها عروضها منذ إنشائها حتي الآن. كما يقول مدير الفرقة ومخرج عروضها الفنان محمود عيسي أن نجاح الفرقة واستمرارها بل وانتشار فنونها في المناسبات الدينية والحفلات الخاصة يؤكد أن فن التنورة باق بقاء التاريخ ولن يندثر برغم بعض الإدعاءات التي حاولت هذا في بعض الفترات. ويضيف عيسي قائلا إن الفرقة قدمت عروضها في عدة دول ولن نبالغ إذا قلنا أنها زارت أكثر من07% من بلاد العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا في مقدمتها كندا, والولايات المتحدة, ورومانيا, وبلجيكا, واليابان, وأستراليا, والصين, وكوريا, بالإضافة إلي جميع البلاد العربية. وقال إن الفرقة تقدم عروضها بمصاحبة الآلات الموسيقية الشعبية( الربابة السلامية المزمار والطبلة بمصاحبة منشد ديني يعتمد علي التلقائية والإنشاد الديني. كما أن جميع أفراد الفرقة من راقصين وموسيقيين يندرجون تحت مسمي الفنانين توارثوا هذه المهارات الفنية العالية من الآباء والأجداد. وحول رقصة التنورة الصوفية التي أصبحت أحد العروض المميزة والمطلوبة من الفرقة سواء خلال عروضها بوكالة الغوري في القاهرة أو في عروضها عبر العالم يقول مدير الفرقة: إن هذه الرقصة تتميز بطابع خاص وتعتمد علي الحركات الدائرية وتنبع من الحس الإسلامي الصوفي, والذي له أساس فلسفي ودلالي يرجع في جوهره إلي المفهوم المولوي القائل إن الحركة في الكون تبدأ من نقطةو تنتهي عند ذات النقطة ولذلك تكون الحركة دائرية وحينما يلف الراقص اللفيف حول نفسه فكأنه الشمس يلتف حولها الراقصون وكأن المحيطين الحنائية هم الكواكب. أما رقصة التنورة الاستعراضية فهي تعتمد علي إظهار مهارات الراقص في استخدام وتشكيل التناثر ولياقته البدنية مع استخدام الجمل الموسيقية والإيقاع السريع المتنوع. ويقول عيسي إن هذا الاستعراض لتاريخ فرقة التنورة يؤكد أنها ستظل فنا باقيا بقاء الزمن تنبغ من تقاليد وعادات ومعتقدات الإسلام من ناحية والقيم الشرقية من ناحية أخري. ويختتم عيسي كلامه قائلا إن عراقة فن التنورة وكونه أنه نابع من الأعماق العربية والإسلامية قد أوحي بالعديد من الأفكار للفنان الدكتور طاهر عبدالعظيم الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان بأفكار فنية عديدة شكلت في مجملها محتوي معرضين أولهما عن فن التنورة والثاني عن التراث والثقافة الإسلامية طاف بهما بلدان العالم الغربي والإسلامي.