سمعت أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويرفض الصدقة فهل هناك حكمة في ذلك أو لا؟ اتفق الفقهاء علي أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم كان لا يقبل صدقة من أحد أبدا لأن اجتنابه عليه الصلاة والسلام للصدقة كان من دلائل نبوته صلي الله عليه وسلم ولهذا كان لا يقبل صدقة من أحد أبدا. واستدل الفقهاء علي ذلك بما رواه الإمام ابن حجر في فتح الباري في حديث إسلام سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه أن الذي أخبره عن النبي صلي الله عليه وسلم وعن صفاته قال له: "إنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة" وهذا الحديث النبوي الشريف يدل علي أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يقبل الهدية أما الصدقة فقد كان يرفضها ولا يقبلها وروي سيدنا أبوهريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا أتي بطعام سأل عليه فإن قيل صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يأكل وإن قيل له هدية ضرب بيده فأكل معهم. وعن سيدنا أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم أتي بلحم تصدق به علي بربره فقال: هو عليها صدقة وهو لنا هدية. وهذا الحديث النبوي الشريف يدل علي أن السيدة بربره تصدق عليها بشاة فلما تملكتها تصدقت منها وأهدت لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. وذلك لأن الصدقة تحولت بالتملك إلي هدية. والهدية إلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم جائزة فدل هذا علي أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويرفض الصدقة لكن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا جاءه إنسان بصدقة كان عليه الصلاة والسلام يعطيها لأصحابه وكان يأخذ الصدقة من الصحابة الكرام لتوزيعها علي المستحقين لا ليمتلكها لنفسه ولا لأل بيته. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد صلي الله عليه وسلم. - أنا موظفة بإحدي المؤسسات الحكومية اتفق معي زميلي علي خطبتي وحدد موعدا لطلبي من أهلي ولكنه لم يحضر وعلل عدم حضوره بظروف خاصة ولكنه مازال علي وعده وتقدم شاب آخر لخطبتي من والدي فوافق عليه فهل إذا وافقت علي ذلك أكون آثمة لموافقتي علي الخطبة؟ - شرع الإسلام الخطبة وجعلها مقدمة من مقدمات عقد الزواج ليعطي لكل من الخاطبين الفرصة للتعرف علي الطرف الآخر. ومعلوم لنا جميعا أن الشريعة الإسلامية تجمع ولا تفرق توحد ولا تشتت. ولهذا فإنها تأبي علي أتباعها أن يسلكوا الطريق الوعرة التي فيها تمزق أو تشتت. - إذا كانت إمرأة تعمل موظفة بإحدي المصالح الحكومية وحينما تريد أداء الصلاة بالعمل وتقوم للوضوء لا تستطيع أن تخلع خمارها فهل تستطيع أن تمسح رأسها فوق الخمار أم لا؟ - إن الله سبحانه وتعالي يقول: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم الي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلي الكعبين" وقد اتفق الفقهاء علي أن مسح الرأس فرض من فرائض الوضوء وهم لم يختلفوا في ذلك وإنما اختلفوا في القدر الواجب مسحه من الرأس. فبين قائل بوجوب مسح كل الرأس وهم المالكية لقوله تعالي: "امسحوا برؤوسكم" وبين قائل بمسح بعض الرأس لأن الرسول صلي الله عليه وسلم توضأ ومسح علي ناصيته وعمامته. وقد ذهب فقهاء الحنفية والحنابلة في إحدى رواياتهم إلي أن المسح علي الخمار لا يجوز. واستدلوا علي ذلك بما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها أدخلت يدها تحت الخمار ومسحت برأسها وقالت: بهذا أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. وعلل الفقهاء ذلك بقولهم: أن الخمار ملبوس لرأس المرأة ولهذا لا يجوز المسح عليه وهذا الذي ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها يؤكد لنا أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تدخل يدها تحت الخمار وتمسح برأسها وقالت بهذا أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ولو كان المسح من فوق الخمار جائزا لفعلته السيدة عائشة رضي الله عنها لكن هذا لم يثبت فدل علي عدم وقوعه، ولكن إن كان الخمار رقيقا ومسحت المرأة علي رأسها وأصاب البلل رأسها فلا حرج في ذلك بشرط ألا تفعل ذلك إلا عند الضرورة لأن الضرورة تقدر بقدرها. - قال تعالي: "ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها"، ما معني هذه الآيات؟ - بالنسبة لمعني قوله تعالي: "ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس" أن الله سبحانه وتعالي يحشر الانس والجن يوم القيامة، والذين كانوا يضلون الناس والإنس الذين كانوا يشركون بالله وعبدوا مع الله غيره وضلوا في الحياة الدنيا "ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن" أي يقول يا معشر الجن قد أضللتم الكثير من الإنس. "وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا" أي إن الإنس كان يستمتع بالجن من ناحية أن كان المشرك منها إذا دخل الوادي كان يقول: أعوذ بكبير هذا الوادي فكان يظن أن كبير هذا الوادي سينفعه، فالجن كان يستمتع بتعظيم الإنس له والإنس أيضا كان يستمتع لأن كبير الجن كان يحرسه أو يحميه "وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا" أي ظللنا نستمتع هكذا إلي أن أمتنا، والله سبحانه وتعالي رد عليهم وقال: "النار مثواكم خالدين فيها" لما كنتم تفعلون في الحياة الدنيا، وهذا تقدير الله سبحانه وتعالي العليم الخبير. وعلي العاقل أ لا يستجيب لرغبات الجن وألا يكون عبدا لشهواته لأن إبليس اللعين أقسم لرب العزة تبارك وتعالي علي أنه سيعمل علي إضلال بني آدم وعلي إغوائهم وقد قص الله علينا ذلك لنكون علي حذر من كيد الشياطين قال تعالي: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين".