كتبت:سوريا غنيم 6 { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير} آل عمران.26 يشير الشيخ أحمد تركي إمام مسجد مصطفي محمود بالمهندسين إلي أن قول الحق هنا: مالك الملك توضح لنا أن ملكية الله وهي الدائمة والقادرة واضحة, وجلية, ومؤكدة, ولو قال الله في وصف ذاته: ملك الملك لكان معني ذلك أن هناك بشرا يملكون بجانب الله, لا, إنه الحق وحده مالك الملك. وما دام الله هو مالك الملك, فإنه يهبه لمن يشاء, وينزعه ممن يشاء. لقد جاء الحق بالقول الحكيم:{ وتنزع الملك ممن تشاء} ذلك لينبهنا إلي هؤلاء المتمسكين بكراسي الحكم يستطيع الحق عز وجل أن ينزعها منهم. الملك علي أهون سبب. لماذا؟ إنها إرادة الخالق الأعلي, فعندما يريد فلا راد لقضائه. وبعد ذلك يقول الحق:{ وتعز من تشاء وتذل من تشاء} لماذا؟ لأن كل ملك يعيش حوله من يتمتع بجاهه ونفوذه, فإذا ما انتهي سلطان هذا الملك, ظهر هؤلاء المتمتعون علي السطح.. وهذا أمر نشاهده كل يوم وكل عصر..{ وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير}. ونحن بهذا إذا نظرنا في عموم الأمور لوجدنا أن ما يجري في كون الله من إيتاء الملك وما يتبعه من إعزاز, ثم نزع الملك وما يتبعه من إذلال, كل ذلك ظاهرة خير في الوجود, لذلك قال الحق هنا:{ بيدك الخير}.. وإذا دقق كل منا النظر الي مجريات الأمور, لوجد أن: الله الذي يؤتي, والله هو الذي ينزع, والله هو الذي يعز, والله هو الذي يذل, ولابد أن يكون في كل ذلك صور للخير في الوجود فيقول:{ بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير}. إن إيتاء الملك عملية تحتاج الي تحضير بشري وبأسباب بشرية, وكذلك نزع الملك يحتاج الي نفس الجهد. إن الحق سبحانه وتعالي يوضح لنا المعني فيقول: ليس ذلك بأمر صعب علي قدرتي اللانهائية, لأنني لا أتناول الأفعال بعلاج, أو بعمل, إنما أن أقول: كن فتنفعل الأشياء لإرادتي.