لم تمض سوي أيام قليلة علي تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة د. هشام قنديل, تلك الحكومة التي انتظرناها طويلا, فهي الحكومة الأولي بعد انتخاب الدكتور مرسي رئيسا للجمهورية, هذه الحكومة التي أبقت علي بعض وزراء الجنزوري. منهم وزراء الخارجية والمالية والشئون الاجتماعية والآثار والبحث العلمي, بالإضافة الي بقاء المشير محمد حسين طنطاوي وزيرا للدفاع, وأتت بأسماء جديدة ووزارات أيضا وبدأت ساعات العمل. تلك التغييرات التي بعثت بالأمل داخل كل مواطن, خاصة هؤلاء الذين لازموا دائما باب الوزير إما بحثا عن سكن ضمن الحالات القاسية, أو آخر ينتظر تنفيذ الوعد بالحصول علي فرصة عمل ضمن نسبة ال5% معاقين, وآخر يتمني الحصول علي قرار العلاج علي نفقة الدولة في محاولة أخيرة لمواجهة شبح المرض والفقر, الذي يقف حائلا دون إيجاد فرصة العلاج الذهبية داخل احد المستشفيات الخاصة, وآخر بلغ من العمر أرذله ولا يلقي بالا لأي شيء سوي معاشه الضئيل الذي قطع عنه دون سبب واضح..! وآخرون غيرهم.. كل يبحث عن حل لمظلمته أمام الجهة المختصة لحلها, ولكن لا تقف الطلبات عند هذا الحد فقد تسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في وقفات احتجاجية عديدة, وليس فقط مجرد شكوي أو طلب لمواطن واحد, بل هي أعداد غفيرة ذهبت للوزارة لتشكو ساعات الانقطاع الطويلة التي تستمر ليلا ونهارا في أيام تجتمع فيها حرارة الجو مع صيام رمضان.. ولم تقف مضاعفات الضلمة عند حد المنازل المتضررة من انقطاع الكهرباء, بل وصل الأمر لمترو الأنفاق الذي أصيب مؤخرا بشلل تام عندما انقطع التيار الكهربائي صباح الخمس الماضي عن معظم مناطق القاهرة الكبري بسبب عطل مفاجئ في محولين كبيرين في العاشر من رمضان, كما تعطلت حركة البورصة المصرية وتوقفت حركة التداول بسبب تعطل أجهزة الحاسب الآلي بعد انقطاع الكهرباء, بالإضافة الي توقف العمل في عدد من المستشفيات والمحال التجارية, وعدد كبير من المصالح الحكومية التي لم تستطع تلبية وإنهاء مصالح المواطنين فيها. ولم يعد الأمر متعلقا ب100 يوم وبرنامج تنموي تحاول الحكومة تنفيذه علي أرض الواقع, خاصة تلك الوزارات الخدمية التي تتصل وتتعامل مباشرة مع المواطنين, لذا فهم الآن أمام اختبار صعب لأن أمام كل باب طلبات وشكاوي لا تعد ولا تحصي.. الأهرام المسائي كان أمام بعض الأبواب الوزارية التي يتردد عليها المواطنون باستمرار لنرصد ما يطلبه المواطنون عند كل باب.