يفضل أعضاء البرلمان استخدام لقب نواب الشعب أثناء الحديث عن أنفسهم أو أنشطتهم, و القليل منهم الذي منحته الصحافة لقب نائب الشعب تقديرا لدور متميز, وتعبيرا عن أداء صادق يقوم به. ومن هؤلاء القلائل يبرز اسم النائب الدكتور زكريا عزمي, الذي تمكن من حمل هذا اللقب عن جدارة سنوات طويلة, وتمكن من نحت مصطلحات خاصة به دخلت قاموس البرلمان و مضبطته, كونها تعبيرا صادقا عن واقع نعيشه, مثل' الفساد في المحليات للركب' و بعدها' فساد المحليات تجاوز الركب و بلغ الأعناق' و غيرها من التعبيرات المؤكدة ممارسته لدوره دون الخشية من مقتضيات الوظيفة الحساسة التي يتولاها. أول امس عاود النائب زكريا عزمي ضرباته المؤلمة, بمواجهة صادقة وصادمة للحكومة حول الخصخصة و مطالبته بإحالة الشركات المنهارة بعد خصخصتها الي النائب العام, واصفا تقرير وزارة القوي العاملة في هذا الصدد بإنه' محاكمة للخصخصة'. مناقشات البرلمان جرت وسط أجواء أشبه بالحصار من تجمعات احتجاجية لعمال من الشركات' المخصخصة' أو لموظفي قطاعات حكومية, يشكون سوء الحال و فقر اليد و العوز و الفاقة. المظهر العام يقول أننا في مرحلة رصد تداعيات للجانب السلبي من سياسات الخصخصة, و اللافت أن اغلب هذه التداعيات و ربما جميعها مرتبط بغياب الرقابة الحكومية علي التزام المشترين بالعقود و النصوص القانونية المتعلقة بالشركات و حقوق العمال. قبل ايام كتبت هنا, أن المتضررين لجأوا إلي رصيف الحكومة أمام مبني مجلسي الشعب و الوزراء, للاستغاثة بهما مما يعانون, وهي ظاهرة إيجابية, و غير ذلك سيلجأون إلي جهات أخري و سيعد ذلك تعبيرا عن فشل الحكومة في إدارة شئون الناس. حسنا فعل النائب زكريا عزمي في' فرقعة' كرباج التحذير في وجه الحكومة, وتنبيهها إلي نواقص خطيرة في دورها من ناحية وفي رعاية حقوق الناس المتضررين, واستجاب له في ذلك بقية النواب فتحولت الجلسة إلي محاكمة للحكومة لصالح حقوق الناس, وقام البرلمان بدوره الحقيقي في رقابة الحكومة و رعاية حقوق الناخبين. نائب الشعب لقب يحصل عليه من يستحقه, أما الباقون فهم نواب يبحثون عن الشعب [email protected]