خالد حسن ومحمود عبدالسميع ومحمود زيدان: فيما اعتبره خبراء عسكريون بداية النهاية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تحولت دمشق أمس إلي ساحة قتال مفتوحة بين قوات الجيش النظامي وقوات الجيش السوري الحر وذلك بعد ساعات من مقتل وزير الدفاع العماد داود راجح ونائبه العماد آصف شوكت الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية ورئيس خلية إدارة الأزمة وصهر الأسد حسن تركماني, وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار وعدد من أبرز القيادات الأمنية في تفجير انتحاري نفذه وفقا لتصريحات مسئول عسكري سوري رفض الكشف عن اسمه الحارس الخاص للرئيس السوري. وبعد ساعات أكدت لجان التنسيق السورية أن الجيش السوري الحر تمكن أيضا من اسقاط مروحيتين كانتا تقصفان حيي التضامن والحجر الأسود في دمشق. يشار إلي أن العاصمة السورية دمشق شهدت أمس معارك ضارية بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي, كما أكدت كتيبة أبو بكر انسحاب عناصر من اللواء3 مدرع بالجيش النظامي من حي الميدان بدمشق تاركة دباباتها في الشوارع, بالإضافة إلي انتشار الجيش الحر في السبينة بريف دمشق. في الوقت نفسه أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بارتفاع قتلي تظاهرات أمس برصاص قوات الأمن والجيش إلي102 شخص معظمهم في دمشق وريفها ودرعا ودير الزور. بينما ندد الوسيط الدولي كوفي أنان بإراقة الدماء في سوريا أمس وقال انها تسلط الضوء علي ضرورة اسراع القوي العالمية بتحرك حاسم لوقف العنف والتمهيد لانتقال سياسي. وقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا هاتفيا أمس الأزمة في سوريا ولكنهما لم يتمكنا من التوصل إلي اتفاق حول هذا الملف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن ما يحدث في سوريا يدعو إلي تحرك جماعي من أجل نقل سلمي للسلطة في سوريا. من ناحية أخري أصيب العشرات بجروح في مواجهات بين الامن والمتظاهرين المؤيدين للثورة السورية بسبب محاولات مستميتة من المتظاهرين لاقتحام مبني السفارة السورية بجاردن سيتي لرفع علم الاستقلال السوري عليها وانزال علم نظام بشار الاسد.. كما تسببت المواجهات في تحطيم عدد من السيارات الموجودة في المنطقة والمارة بطريق الكورنيش وسيارات شرطة وجيش لتستمر المواجهات حتي ساعة متأخرة من ليلة امس. وكان اللواء محسن مراد مدير امن القاهرة قد تلقي اخطارا من العميد هاني جرجس- مأمور قسم شرطة قصر النيل- يفيد بوجود نحو300 متظاهر امام مبني السفارة السورية محاولين اقتحامها مما دعا الامن الي التعامل معهم بقنابل مسيلة للدموع ما دفعهم الي رشق قوات الامن بالطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف مما اسفر عن اصابة ضابط و15 مجندا بالامن المركزي و3 افراد امن والعشرات من المتظاهرين بجروح وكدمات متفرقة بالجسم في المواجهات. ومن جانبه اكد مصدر امني لالأهرام المسائي ان اجهزة الامن القت القبض علي5 متظاهرين عقب قيامهم برشق قوات الامن بالطوب الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة عقب منع الامن محاولتهم المستميتة لاقتحام مبني السفارة. وتسببت المواجهات في قطع شارع قصر العيني بعدما خرجت قوات الامن من محيط السفارة لمطاردة المتظاهرين بإطلاق قنابل الغاز عليهم لإبعادهم كما اصيبت منطقة الكورنيش امام جاردن سيتي بشلل مروري تام وغرقت المنطقة في ظلام دامس بعد ان تم قطع الكهرباء عنها واستمرت الاشتباكات بين الطرفين حتي ساعة متأخرة من مساء امس.