هل ضاق الرئيس محمد مرسي ذرعا بالنقد الدائم له, لدرجة جعلته يخرج عن صمته ويحذر في كلمته التي ألقاها في حفل تخرج الكلية الحربية المتطاولين بعبارته لا يغرنكم حلم الحليم. نقد الرئيس والحد المسموح به لانتقاده أثار حالة من الرفض عند البعض ممن يرون أن الهجوم علي طول الخط غير مبرر وتصيد الأخطاء لن يجدي مصر في تلك المرحلة الفاصلة, مطالبين الرئيس في الوقت ذاته بانتقاء كلماته في حال رده علي من يعارضونه ومنتقديه. قال الدكتور أحمد كمال أبوالمجد المفكر السياسي ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق إن مصر تعيش حاليا حالة ارتباك لم تعشها من قبل علي مر السنين, مشيرا إلي أن أصعب مافي الكرة الأرضية, طبيعة الشعب المصري الذي تحول إلي وحش كاسر لا يشبع ولا يرضيه أي شيء حسب قوله. وأضاف أبوالمجد: أنا أعذر الرئيس وأقدر حجم المسئولية التي يتحملها موضحا أن الشعب المصري يتصيد له كل كلمة وكل خطاب ابتداء من البسملة حتي النهاية وهذا لا يفعله إلا الشعب الذي فقد عقله. وأضاف أن الشعب يريد أن يغير واقعا سيئا كلنا لا نرضي عنه إلي واقع نتمناه لكن ذلك في منتهي الصعوبة والتعقيد لأن الذي يقوم بذلك هو الجيل الذي تسمم دمه ولا يتعاون وتقول له يمين يقولك شمال, حسب تعبيره. وأشار أبوالمجد إلي أن الشعب المصري من أسوأ شعوب الأرض حاليا ومعظمهم نصابون وكذابون وكل واحد له أجندة خاصة يريد أن ينفذها دون اعلاء مصلحة الوطن. من جانبه, قال الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية وعميد تربية عين شمس السابق إن من حق الرئيس أن يعترض علي من يتطاول عليه وفي نفس الوقت عليه أن ينتقي كلماته بدقة ولا ينتقد من يهاجمونه بحدة مشيرا إلي أن كل المسئولين وأصحاب المناصب الرفيعة معرضون لمثل هذه الانتقادات والتطاولات والتجريح. وأضاف صبحي أن كل شخص له الحق في الانتقاد ولكن يكون النقد معتمدا علي منهجية فكرية وموضوعية في الرأي وأنه لا ينبغي علينا كمصريين أن نتمادي في التطاول ونستند لما يحدث في الدول الأجنبية لأن التطاول معيب فكريا وأخلاقيا ولا يتماشي مع سلوكياتنا وقال: لنا الحق في الانتقاد لكن لا يجوز التطاول أو التجريح. وأشار أستاذ الصحة النفسية إلي أن الذي يتطاول لا يستند إلي حجة منطقية ودائما ما يجانبه الصواب, أما التفاهم فيخلق نوعا من التواصل الاجتماعي والمودة المتكررة. وكان الرئيس محمد مرسي قد وجه رسالة إلي المتطاولين علي شخصه في كلمته في حفل تخرج طلاب الكلية الحربية قائلا لا يغرنكم حلم الحليم فاني قادر علي ردعكم بالقانون.