عاد الرئيس محمد مرسي من زيارته الخاطفة للسعودية كأول رئيس مصري منتخب بعد ثورة25 يناير. وللزيارة الكثير من الدلالات والمعاني التي يرصدها المحللون والمراقبون وهم كثر نراهم في كل قناة فضائية يهيمون. ولكن ما يهمني هو أجندة الزيارة التي أعدتها وزارة الخارجية المصرية بالتنسيق مع السفير السعودي أحمد القطان. أهم3 قضايا ناقشها الرئيس مرسي مع الملك وولي العهد هي ملف المعتقلين المصريين في السجون السعودية والموقف المصري تجاه إيران والمعونات والمنح التي قررها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد الثورة منذ أن كان د.عصام شرف رئيسا للوزراء. هذه القضايا الثلاث هي جوهر المحادثات بين القيادتين المصرية والسعودية. كانت القضايا المطروحة طوال الستين سنة الماضية بين الرئيس المصري وأي رئيس دولة أخري محرم تماما علي الصحفيين معرفتها باعتبارها أسرار دولة عليا وكانت بيانات رئاسة الجمهورية طوال الستة عقود تقول جملة تصيب كل مراقب ومحلل بضغط الدم والسكر وهي بحث الزعيمان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها!! الآن يجب أن تمحي هذه العبارة تماما من البيانات الصادرة عن رئاسة الجمهورية ونثق في أن هذا الشعب قد بلغ سن الرشد ويجب أن يعرف القضايا المطروحة في اللقاء والاتفاقات بين الجانبين أو الاختلاف بشأنها. وبجهد صحفي متواضع علمت أهم3 قضايا تمت مناقشتها بين الرئيس المصري والعاهل السعودي وعلمت أن خادم الحرمين وعد الرئيس مرسي بدراسة ملفات جميع المعتقلين المصريين الذين لم تصدر ضدهم أحكام قضائية وبالنسبة للعلاقات المصرية الإيرانية فان مصر ستفتح قنوات اتصال وتعاون مع إيران للضغط عليها للوصول إلي اتفاق مع الإمارات بشأن الجزر المتنازع عليها والحفاظ علي أمن منطقة الخليج في حالة حدوث تصعيد عسكري ضد إيران من أمريكا أو إسرائيل وحلف الناتو. أما القضية الخاصة بدعم السعودية للاقتصاد المصري فإني أتحفظ عليها وأرفضها لأن مصر عندما تتلقي مساعدة من الأشقاء العرب أو حتي أمريكا فانها تكون بمثابة نقل الدم لمريض في الانعاش ولكن لن تعيده هذه الدماء مرة أخري شابا فتيا. فالأفضل من هذا كله أن يتجه الرئيس مرسي إلي ثروات مصر في الداخل. ينمي الثروات المعدنية في سيناء والبحر الأحمر, يعدل اتفاقية منجم ذهب السكري مع الشركة الاسترالية, يأمر بنقل وزارة الزراعة ومعاهدها البحثية التي تشغل100 فدان في أرقي مناطق الدقي ويبيعها في مناقصة عالمية. هذه عينة من حلول قصيرة الأجل تنعش الاقتصاد المصري حتي يمكن للقيادة المصرية أن تأخذ نفسا عميقا وتبدأ في تنفيذ برنامج نهضة مصر.