تمتلئ الصحف والبرامج بسيل جارف من التعليقات والمطالب والنصائح الموجهة للرئيس الجديد الذي لم تمض سوي أيام قليلة علي تحمله المسئولية, وقد تكون هذه واحدة من مظاهر حرية الرأي التي أصبحت واقعا نعيشه برغم ما قد يشوبها من سوء نية في أحيان كثيرة. لا يحتاج الأمر للكثير من الجهد في التمييز بين الأقلام والوجوه التي توجه مثل هذه الانتقادات المغلفة بالنصائح خاصة إذا صدرت عن أسماء بعينها لها تاريخها المعروف والمشهود مع النظام السابق والتي لم تكن تجرؤ علي مخاطبة رموز النظام إلا بكل المعاني والصفات والمبالغ فيها فإذا بها تلجأ إلي ما يشبه الاستفزاز ليس فقط للرئيس وإنما للرأي العام في محاولة مكشوفة لخلق أزمات وإثارة الغبار حتي تحجب الرؤية في مرحلة مهمة وفاصلة في تاريخ مصر. هناك بطبيعة الحال الأقلام الشريفة والأصوات العالية التي تسعي بدورها لتوضيح المواقف وطرح مقترحات جادة للمشكلات المطروحة وهؤلاء بكل أسف نسبة صئيلة تكاد لا تذكر وسط زوبعة تحركها القوي المتربصة الساعية بكل جهد إلي إجهاض الرصيد المبكر الذي صنعته لقطات ومشاهد عملية التسليم للمسئولية وما تركته في نفوس الشعب من معاني التفاؤل بالمستقبل فإذا بنا بين ليلة وضحاها لا حديث لنا إلا عن أزمات مطلوب تدخل الرئيس فيها علي الرغم من أن بعضها يستطيع أي آخر أن يجد لها حلا. بوضوح أكثر يمكننا القول إننا نخشي أن تكون هناك خطة ممنهجة تحاول خلق الأزمات وإثارة الشكوك مرة أخري حول سرعة الانتقال إلي مرحلة البناء المنشودة والحل في تقديري يتلخص في سرعة الانتهاء من تشكيل حكومة إنقاذ قوية تكون بالفعل الساعد الأيمن للرئيس وكذلك الفريق الرئاسي الذي يستطيع بدوره إعادة ترتيب الملفات ووضع المقترحات اللازمة بشأنها. وعلي الناصحين للرئيس خاصة من الشريحة التي تنتمي قلبا وقالبا للنظام السابق مراجعة ما بقي من ضمائرهم.