المكان: ميدان التحرير. الزمان: الساعات الأخيرة قبل إعلان أول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة. المشهد: حالة ترقب فالجميع في انتظار مرسي أوشفيق.. والمطالب مستمرة مع اعتصام المنتظرين فالرفض مازال سيد الموقف واللاءات الثلاث كما هي لا لحل البرلمان, لاللضبطية القضائية, ولا للإعلان الدستوري المكمل. هذا هو المشهد الذي رصدهالأهرام المسائي من قلب الميدان. البعض مازال يحتفل بفوز مرسي والبعض الآخر مازال واقفا علي المنصات مطالبا بتسليم السلطة وهناك من لاعلاقة له بما يحدث سوي أنه علم الطريق لأكثر المناطق سخونة والأوفر حظا في التغطية الإعلامية فجاءوا باحثين عن كاميرا تلتقطهم أو قلم يكتب مأساتهم إلي جانب مطالب التحرير التي يحفظونها عن ظهر قلب. أبوالحديد: الإعلان مكبل الدستور المكبل والمكمم وليس المكمل هكذا عبر أبوالحديد حسين مدرس أول لغة عربية عن رأيه في الإعلان الدستوري المكمل, مؤكدا رفضه مثل كل المعتصمين في الميدان لهذا الإعلان المقيد الذي فرضه المجلس العسكري علي صلاحيات الرئيس. لم يكن الإعلان وحده مصدر الانزعاج الوحيد الذي أدي به إلي التظاهر في التحرير لكنه قال ما كتبه علي لافتته لا لحل البرلمان ولا لتأخير تسليم السلطة ولا للضبطية القضائية. وباللغة العربية الفصحي استكمل أبوالحديد حديثه قائلا: ليس من حق المجلس إصدار إعلان قبل أيام من تسليمه السلطة للمدنيين وايضا قبل أيام من إعلان أول رئيس منتخب بعد الثورة لأنهم بهذا الإعلان يسلبونه كل صلاحياته. كما تحدث عن حل البرلمان مؤكدا أن مجلس الشعب اختاره ما يقرب من27 مليون مصري لا يمكن حله بهذه الطريقة. أما عن الساعات القليلة التي ينتظر فيها الرئيس فيؤكد أبوالحديد أنه يري مرسي الرئيس القادم منذ اليوم الأول للفرز لأن كل المؤشرات أثبتت تقدمه, ويري أنه في حالة فوز شفيق سيكون هو اليوم التاسع عشر للثورة السلمية, مؤكدا أن كلمة الميدان دائما هي العليا. محمد حسن: مش هنسيب الميدان حتي لو الرئيس إخوان تركت الشرقية في25 يناير لأستمر في الميدان طيلة الثمانية عشر يوما لأطالب برحيل النظام وبعد أن رحل مبارك اعتقدت ان الثورة قد حققت أول اهدافها وأنها ستستمر في طريق بقية الأهداف الاجتماعية والسياسية ولكن طوال عام ونصف العام كانت الأحداث تؤكد أن الثورة المضادة هي التي تحقق مكاسبا وأهدافا بقتل الثورة واجهاضها ولهذا تركت منزلي بالشرقية وأتيت الي الميدان منذ أربعة ايام ولن أرحل قبل أن يتم تصحيح مسار ثورتنا المجيدة. هكذا بدأ محمد حسن حديثه لنا من قلب ميدان التحرير الذي يكتظ بالمتظاهرين منذ أربعة أيام ليلا ونهارا, ورغم لهيب الشمس الحارقة ينوي محمد البقاء في الميدان حتي يستمع الي النتيجة الرسمية للانتخابات الرئاسية والتي تم تأجيلها الي ظهيرة اليوم الأحد ليقول الانتخابات مش هاتتزور والمجلس لن يجرؤ علي الادعاء بأن شفيق قد فاز بالانتخابات الرئاسية لأنه يعلم جيدا ان هذا يعتبر تزويرا بينا وسيكون رد الشارع المصري بكل طوائفه عنيفا للغاية. وأضاف محمد حسن أنا أعتقد أن المجلس العسكري بعد الإعلان الدستوري المكمل الأخير وقانون الضبطية القضائية لا يحتاج الي فوز شفيق ولا مانع لديه في إعلان فوز محمد مرسي طالما خضع للشروط المجحفة التي وضعها المجلس العسكري والتي تجعل من الرئيس القادم رئيسا بلا صلاحيات, ولذلك فأنا أتيت الي الميدان لرفض الإعلان الدستوري المكمل برمته أيضا لأنه يعتبر التفاف علي الثورة والشرعية والانتخابات الديمقراطية التي قال فيها الشعب كلمته العليا وأري أن الإعلان الدستوري وسلسلة القوانين التي وضعها المجلس العسكري تعتبر انقلابا عسكريا ناعما ضد الثورة والثوار والقوي المدنية كلها ومن ضمنها جماعة الإخوان المسلمين. مش هاسيب الميدان حتي لو الرئيس الجديد من الاخوان, فميدان التحرير ملك لكل المصريين وليس حكرا علي أحد ولا شرعية فوق شرعية الميدان حتي للإخوان المسلمين والتيارات الثورية الأخري فطالما كانت هناك مظلمة لم تحل فالميدان هو الحل والملاذ لفضح الممارسات الخاطئة وأنا سأكون أول من يطأ أرض الميدان للهتاف ضد محمد مرسي إذا أخطأ أو خان عهوده التي اعطيناه اصواتنا بناء عليها.. هكذا ختم الرجل حديثه معنا ليعود مرة أخري لينخرط وسط المعتصمين ليهتف يسقط يسقط حكم العسكر. عادل كامل: أنا ضد ما يحدث في الميدان يفرش بجرائد قديمة لصحيفتي الأهرام والأخبار تعود لحرب أكتوبر وما قبلها, يعرضها للبيع ويجلس بجوارها يشغل وقته بالكتابة, لا يلتفت لما يحدث حوله بالميدان وغير مهتم به, مؤكدا أنه لولا حاجته للأموال لما نزل الميدان لبيع هذه الجرائد. قال عادل كامل إنه كان من ثوار25 يناير وظل بالميدان حتي يوم التنحي, لكنه بسبب وفاة والدته وأنه يحتاج الي أموال لاخراجها من المستشفي لدفنها نزل الي ميدان التحرير لبيع ما يمتلكه من أرشيف ورقي للجرائد القديمة. وقال إنه ضد ما يحدث في الميدان رغم وجوده لأن الصراع سياسي انحصر بين مثلث أضلاعه هي طنطاوي ومرسي وشفيق, وأوضح أنه انتخب الفريق أحمد شفيق, لأننا اخترنا بين اثنين أحلاهما مر, فأنا لا أراه الأفضل ولكن في الوقت ده هو الأفضل, لأن مرسي لا يصلح إلا لخطبة في جامع أو عضو في مجلس الشعب وليس رئيسا للجمهورية. وأتوقع فوز شفيق بسبب الاحتياطات الأمنية التي يتخذها المجلس العسكري, فأقاربي في السويس قالوا لي إن الجيش بعث أكثر من120 ألف جندي لهناك, لأنه إن فاز شفيق ستحدث مجزرة من قبل الإخوان لأنهم لن يصمتوا, وربنا يتولي مصر في تلك اللحظة, ولو فاز مرسي ستحدث حالة من الاحتقان في البلد وسنعود لأيام عبدالناصر نهتم بالشأن الخارجي ولا نهتم بما يحدث داخل مصر. المرسي في انتظار مرسي! بجلبابه الابيض ولحيته الطويلة وقف الحاج سمير شعبان المرسي الذي جاء من الحامول بمحافظة كفر الشيخ راغبا في توصيل صوته ورسالته للجميع من المكان صاحب التغطية الاعلامية الاكبر والاوسع ولم لا والحامول صاحبة المشاكل التي تعاني من الصرف الصحي ومشاكل المياه ورغم ذلك لا تتمتع بالقدر نفسه من الاهتمام مع ان اللي هناك بني آدميين برضه! علي حد قوله. بنبرة حزن وعيون دامعة تحدث الحاج سمير عن مشاكل أسرته التي تركها باحثا عن لقمة العيش وحل لازمة ابنه العاطل ولكنه ايضا له رؤية أراد توضيحها بشأن مايحدث علي الساحة السياسية الان حيث أكد انتظاره لمرسي لان مفيش أحسن من الحكم الاسلامي, فسألته عن السبب فأكد لي أنه السبيل الوحيد لنهضة البلد من جديد خاصة ان الاسلاميين لم يحصلوا علي فرصتهم كاملة بالاضافة إلي اهتمامهم بالمناطق الفقيرة والمحافظات التي طالما أهملها المسئولون. محمود أخي: مرسي هيطبق الشريعة ثوار الأقصر في الميدان ارحل ياعسكر هذا الشعار مكتوب علي لافتة مهترئة يمسكها شاب أسمر اللون يقف بجوار منصة ميدان التحرير عليه شمسية بألوان علم مصر, يهتف بقوة مع المتظاهرين. محمود سيد أو كما يحب أن يطلق عليه الناس محمود أخي لانه يستبشر بهذا الاسم لينتمي به إلي جماعة الإخوان المسلمين جاء إلي الميدان من الأقصر لاستكمال الثورة علي حد قوله, وليطالب برحيل العسكر ويسلم البلد للمدنيين وقال: انتخبت مرسي لكي يطبق الشريعة الإسلامية وهيرجع الحق لاصحابه احنا عايزين نعيش في جو نظيف وفيه حريةولو مرسي عمل خير للبلد فهيعم علينا كلنا ولو شر يتحمله لوحده وأتوقع أن مرسي هو الفائز لانه مش ممكن يفوز شفيق ازاي هنمشي مبارك كبير وهنجيب مكانه مبارك صغير.