لم يكن الانهيار الجديد للمنتخب الأوليمبي في دورة تولون الودية في فرنسا مجرد ناقوس خطر أو جرس انذار قبل خوض منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأوليمبية المقبلة في لندن المقرر لها يوليو2012 الانهيار الجديد هو حلقة من حلقات الفوضي والانفلات التي تعيشها الكرة المصرية مع المنتخب الأوليمبي. ولايزال هاني رمزي المدير الفني يدور في حلقة مفرغة لا يتعلم فيها من أخطائه بل يزيد من خطورتها بقرارات يشوبها القفز علي المباديء وهو إعلاء شأن المجاملات بما يهدد مستقبل المنتخب ليس فقط في عدم إحراز ميدالية أوليمبية بل المخاطرة بسمعة الكرة المصرية عند خوض منافسات كأس العرب للمنتخبات المقررة إقامتها في المملكة العربية السعودية في يونيو المقبل والتي تقرر مشاركة المنتخب الأوليمبي فيها. وفي ظل ضعف شخصية أنور صالح رئيس اللجنة التي تدير الكرة المصرية وغياب الحساب أصبح هاني رمزي يدير المنتخب الأوليمبي وفقا للهوي الشخصي ولهذا لم تكن مفاجأة أن يتحول المنتخب إلي ملطشة للمنتخبات المغمورة في دورة تولون بفرنسا. ومن النماذج التي تؤكد إنهيار المباديء وجود محمد إبراهيم مهاجم الزمالك وزميله عمر جابر الظهير الأيمن برفقة المنتخب وبالأخص محمد إبراهيم بصورة أكبر. ولمهاجم الزمالك فاصل طويل من المشكلات الأخلاقية مع هاني رمزي المدير الفني أبرزها قبل نحو عام عندما طلب رمزي من اتحاد الكرة ايقاف محمد إبراهيم لعدم التزامه في أحد معسكرات المنتخب وتعمده إدعاء الاصابة حتي لا يشارك في المباريات تنفيذا لتعليمات إبراهيم حسن مدير الكرة وقتها بالزمالك والمثير أن اللاعب لم يصمت وخرج إبراهيم حسن ليهاجم رمزي بدلا من لاعبه ووصل الأمر بمدير الكرة تأكيده تعرض محمد إبراهيم وعمر جابر لسوء معاملة من جانب هاني رمزي وتطاول الأخير عليه بألفاظ ساخنة واضطر سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وقتها كالعادة إلي غض الطرف عن الفضيحة. وفي رحلة تولون الفرنسية يوجد في قائمة المنتخب الأوليمبي صلاح سليمان مدافع الزمالك ومن قبله كان رمزي ضم محمد أبوجبل حارس إنبي في معسكرات ما بعد التأهل إلي دورة الألعاب الأوليمبية.. ويعد انضمامهما خروجا عن المباديء, خاصة وأنه جري استبعادهما لعدم إلتزام الثنائي في معسكر المنتخب قبل السفر إلي المغرب لخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية تحت23 عاما بعد دخولهما في مشادة كلامية تطورت أمام باقي اللاعبين ووقتها استبعد رمزي الثنائي ثم عاد وأعادهما مرة أخري إلي المنتخب الأوليمبي دون أن يكون هناك تحقيق في الواقعة الأولي وعقوبة رادعة للثنائي في تسجل في سيرتهما كما يحدث في سائر دول العالم. يوجد أيضا في قائمة دورة تولون أحمد صبحي ظهير أيمن الفريق الكروي الأول بنادي إنبي والمنضم بدون خوض مباريات رسمية بعد ايقافه في العام الماضي لمدة6 أشهر بعد ثبوت تعاطيه المنشطات. وكانت مكافأة اللاعب بعد انتهاء الايقاف هي الاستدعاء الفوري للانضمام إلي قائمة المنتخب الأوليمبي والحصول علي فرصة في إيجاد مقعد له في التشكيلة التي قد تخوض منافسات دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة في لندن نهاية يوليو المقبل. اختيارات هاني رمزي لم ترق العدالة وغابت فيها الفرصة كاملة عن لاعبين مميزين لا يحبهم المدير الفني الذي تجاهل المهاجم الصاعد أحمد حسن كوكا19 عاما مهاجم فريق ريوافي البرتغالي ومتصدر لائحة هدافي دوري الرديف هناك.. ولم يحصل كوكا علي فرصة بالرغم من تألقه في أول مواسمه الاحترافية في أوروبا في ظل خوض المدير الفني من إثارة غضب مسئولي الأهلي لسوء علاقتهم مع اللاعب لهروبه الموسم الماضي إلي ريوافي. وخرج من حسابات هاني رمزي بعد تجمع واحد فقط مصطفي مهني مهاجم وهداف الفريق الكروي الأول بنادي تليفونات بني سويف وأحد أبرز الوجوه الجديدة في منافسات الدوري الممتاز قبل الغاء الموسم.. وكان مهني أفضل لاعبي التليفونات وسجل أكثر من هدف مؤثر في منح فريقه به أكثر من انتصار. ويبرز أيضا من نجوم الموسم الملغي مصطفي حجاب ظهير أيسر غزل المحلة والعائد إلي الزمالك بعد انتهاء الاعارة.. هو الآخر كان ورقة مميزة وحجز لنفسه مكانا في تشكيلة المحلة وظهر بمستوي طيب ولكنه لم يحصل علي الفرصة. أيضا محمود توبة لاعب وسط المصري البورسعيدي والذي لعب أساسيا في وقت كان هناك لاعبين في الوسط لا يشاركون مثل شهاب الدين أحمد في الأهلي وهشام محمد في اتحاد الشرطة.. ولم يحصل توبة أحد أبرز لاعبي الارتكاز في الدوري الممتاز خلال آخر موسمين علي فرصة الوجود برفقة المنتخب الأوليمبي فترة الاعداد للدورة الأوليمبية حتي الآن خارج نطاق الخدمة.. ولم تشهد اقامة مواجهات حقيقية للمستويات التي سيلتقي بها المنتخب في لندن سوي مرتين فقط. الأولي عندما خاض المنتخب لقاء مع نظيره الاسباني ولم يكن الأخير مكتمل الصفوف وينقصه6 لاعبين من أعمدته الأساسية وخسر المنتخب بثلاثة أهداف مقابل هدف. والثانية عندما التقي أوروجواي في عقر دار الأخير وتعادل سلبيا وكادت شباكه تستقبل أكثر من هدف خاصة في الشوط الثاني في المقابل حفلت فترة الإعداد بالفضائح أبرزها ما شهدته رحلة أمريكا الجنوبية التي كتبت تغييرات في الطاقم المعاون بعد أن أطاح رمزي باخصائي الأحمال والعلاج الطبيعي فجر الإسلام. والمثير أن اتحاد الكرة لم يحقق فيما تردد حول حدوث وقائع غير أخلاقية واكتفي بفض الاشتباك بين رمزي والشركة الراعية للاتحاد حول المباريات الودية المقرر أن يخوضها المنتخب رغم خطورة الاشتباك بعدما اتهمت الشركة رمزي بالاتفاق مع شركة سويسرية لتنظيم المباريات ورد المدير الفني حول عدم تقديم الشركة الراعية مباريات ودية قوية له تتناسب مع أهمية وقوة دورة لندن الأوليمبية. ولكن في المقابل لم يقترب هاني رمزي وهو يردد الآن في دورة تولون عندما يشكو من ملاحقة السماسرة للاعبيه أنه ذهب بقدميه إلي سويسرا مخالفا لقرار وزاري بعدم إقامة مباريات ودية للمنتخبات مع الأندية العربية والأوروبية.. ليلتقي المنتخب الأوليمبي في سويسرا مع فريق بازل السويسري في وقت كان مدرب بازل يريد مشاهدة محمد صلاح مهاجمم المقاولون العرب علي الطبيعة للحكم عليه قبل اتخاذ قرار التعاقد مع اللاعب بصفة رسمية.