تحولت منطقة العباسية إلي ثكنة عسكرية بعد صدور قرار المجلس الأعلي للقوات المسلحة بفرض حظر التجوال علي المناطق المحيطة بوزارة الدفاع. حيث تمركزت عشرات المدرعات وأغلقت جميع الطرق والشوارع المؤدية إلي وزارة الدفاع, وهي شوارع رمسيس وصلاح سالم والخليفة المأمون ومنعت قوات الشرطة العسكرية دخول أو خروج أي شخص ليس من أهل المنطقة. فيما كثفت قوات الشرطة العسكرية من وجودها علي مداخل ومخارج المنطقة بعد أن تمكنت من فض اعتصام المتظاهرين أمام وزارة الدفاع, وميدان العباسية بالقوة وتمكنت من ضبط عدد من المتظاهرين الذين احتموا بالشوارع الجانبية والحارات والأزقة بعيدا عن الميدان. وبدأت قوات الشرطة العسكرية في تمشيط المنطقة والقبض علي العناصر المندسة التي كانت تحمل الاسلحة النارية ورشقت قوات الجيش بالطوب والحجارة والزجاجات الفارغة وذلك بمساعدة أهالي العباسية الذين قاموا بالقبض علي عدد من المتظاهرين الذين حاولوا الاحتماء بالمساكن في منطقتهم. ومن جانبه, انتقل اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية إلي ميدان العباسية وتفقد أحوال المصابين من عناصر الشرطة العسكرية واشرف علي عملية إقامة الحواجز الأمنية وتنظيم التشكيلات المسلحة التي قامت بنصب أسوار عالية من الحواجز الحديدية والاسلاك الشائكة لمنع غلق المنطقة. الشرطة العسكرية تمنع أهالي العباسية من الفتك بأنصار أبوإسماعيل وحاول اللواء حمدي بدين وبصحبته عدد من قوات المنطقة المركزية تهدئة أهالي العباسية الذين سيطر عليهم الغضب الشديد بسبب ما يشاع علي أنهم المتسببون فيما يحدث وتوقف حركة البيع والشراء وتعطيل حياتهم التي اصبحت جحيما بسبب الرعب والذعر الذي يرونه يوميا خاصة بعد أن سقط من ابنائهم عدد من القتلي فيما حاصرت قوات الشرطة العسكرية مسجد النور وفرضت كردونا أمنيا علي مداخل ومخارج المسجد وجميع بواباته في محاولة منهم لمنع أهالي العباسية الغاضبين من اقتحام المسجد بعد أن تحصن بداخله عدد من انصار حازم أبوإسماعيل المرشح المستبعد من سباق الرئاسة وحولوه لقلعة حصينة لرشق قوات الشرطة العسكرية واهالي العباسية بالطوب والحجارة والزجاجات الفارغة واتخذوا من جميع الاماكن المرتفعة التي تطل علي الميدان بشكل مباشر كمنصات لاطلاق الاعيرة النارية علي كل شخص يحاول الاقتراب من المسجد وهو ما أسفر عن وقوع كثير من المصابين من أهالي العباسية وبعض مجندي الشرطة العسكرية. ونجحت قوات الشرطة العسكرية في منع وقوع مجزرة بعد أن حاول الأهالي الاعتداء علي انصار أبوإسماعيل الذين تم إلقاء القبض عليهم داخل المسجد وخرجوا من المسجد في حراسة مشددة إلي سيارات تابعة للقوات المسلحة تمهيدا لنقلهم إلي السجن الحربي. حيث حاول أهالي العباسية الاعتداء علي المقبوض عليهم واخراجهم من السيارات مرددين هتافات معادية لحازم أبوإسماعيل وأنصاره الذين اعتبروهم السبب الرئيسي فيما وصلت إليه أحوالهم ورددوا هتافات مؤيدة للجيش منها: الجيش والشعب إيد واحدة. وبعد أن تم نقل المتظاهرين في حافلات الجيش بدأ الأهالي في ترديد هتافات تؤكد ثقتهم في القوات المسلحة ضد المخربين واصحاب الاجندات الخاصة وهتفوا تحية لجنود الشرطة العسكرية الذين بادلوهم الشعور وقام عدد من الاهالي برفع الجنود علي الاعناق عقب سماعه بيان القوات المسلحة بفرض حظر التجوال بواسطة مكبرات الصوت التابعة للشرطة العسكرية. ومن جانبهم استجاب أهالي العباسية لطلب افراد الشرطة العسكرية الموجودين بالمناطق المتاخمة للمنطقة باخلاء المنطقة حرصا علي حياتهم عقب قرار فرض حظر التجوال واوصدوا أبواب محلاتهم التجارية والمقاهي وانتشروا علي الكباري ونظموا لجانا شعبية لتنظيم حركة المرور ومنع قائدي السيارات من الدخول إلي المنطقة تجاه ميدان العباسية من جميع مداخل العباسية بعد أن اصيبت حركة المرور بالشلل التام. اهالي العباسية يحملون أبوإسماعيل وسلامة مسئولية الاحداث ومن جانبهم, عبر اهالي العباسية عن غضبهم من الاوضاع التي وصلوا إليها بعد أن اصبحت المنطقة صحراء جرداء نهارا ومدينة أشباح ليلا.