قبل أن تهبط الطائرة التي تقل الوفد الاعلامي المصري المتجهة الي ايران في مطار الامام الخميني الدولي كانت الافكار تتدفق الي رأسي بصورة كبيرة يشوبها بعض التشويش بشأن الانطباع الاول عن جمهورية ايران الاسلامية. وهو الاسم الرسمي لايران-خاصة وانها الزيارة الاولي لي- فيما يتعلق بالقضايا الساخنة التي تشهدها ايران وصراعها في المجتمع الدولي بشأن الملف النووي والحصار الامريكي الاوروبي بالاضافة الي القضايا الاخري العالقة في العلاقات المصرية الايرانية خاصة فيما يتعلق بهاجس الخوف من الشيعة وخطر التشييع في مصر والدور الامريكي والخليجي في ممارسة ضغوط علي القاهرة منذ سنوات طويلة لعدم عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القاهرةوطهران. ولا اخفي سرا اذا قلت ان الشارع الايراني نفسه وتطوراته واسلوب حياته في ظل الحصار الدولي كان الهاجس الرئيسي لي طوال رحلتي في ايران والتي استمرت ثمانية ايام وشملت زيارات الي العاصمة طهرانوالمدينة الصناعية الاقتصادية اصفهان ومدينة العتبات المقدسة مشهد والموجود بها ضريح الامام علي بن موسي الرضا ثامن الائمة الشيعة والذي يمتد نسبه الي علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالاضافة الي اللقاءات الهامة التي قام الوفد الاعلامي بها وشملت وزير الخارجية علي اكبر صالحي ومستشار المرشد للشئون الدولية الدكتور علي اكبر ولايتي ومساعد رئيس الجمهورية لشئون السنة وامين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية. وعلي الرغم من وجود مدينة كردستان ذات الاغلبية السنية ضمن برنامج الزيارة الا ان الوفد الاعلامي طلب تعديل البرنامج والذهاب الي مدينة مشهد بدلا من كردستان. ومدينة طهران والتي تعني نهاية الوادي وتكتب ته+ ران بها16 مليون نسمة وتتميز بشوارعها المزدحمة والمنظمة مروريا والنظافة هي السمة العامة بها رغم وجود4 ملايين سيارة بها, منها3 الاف تاكسي مخصصة للنساء فقط كما ان الطرق الرئيسية في ايران تديرها شركات خاصة مقابل مبالغ مالية تعطيها للدولة من حصيلة الرسوم والاعلانات. اما المرأة الايرانية فهي تتميز بالقوة والمكانة المرموقة في المجتمع الايراني حيث تحتل70% من نسبة التعليم الجامعي ويفرض القانون الايراني الحجاب علي جميع السيدات الايرانيات وغيرهن داخل المجتمع وتوجد شرطة نسائية لمتابعة ذلك الامر في الشارع, وفي حالات الزواج يقع العاتق الاكبر علي الفتاة نفسها حيث يقوم الشاب بدفع500 جنيه ذهب كمهر وتتولي الفتاة باقي التجهيزات. وتتميز طهران بتعدد الميادين ويأتي في مقدمتها ميدان ازادويعني الحرية وهو ميدان المليونيات حيث تقام به المظاهرات الكبيرة وكذلك ميدان انقلاب وغيرها من الميادين التي تحمل في معظمها اسماء تعبر عن اتجاهات الثورة الايرانية. اما مدينة اصفهان والتي تعني مكان للجيوش فهي تعتبر المدينة الاقتصادية في ايران حيث يوجد بها اكبر مصنع للحديد والصلب وصناعات اخري متعددة وبها2.5 مليون نسمة وتزدهر بها حركة البيع والشراء حيث يشتهر اهالي اصفهان بقدرتهم علي التسويق واكتساب الزبائن وان كنت زائرا لايران او اصفهان سوف تجد صعوبة في حساب قيمة العملة الايرانية وهي الريال والتومان حيث يعادل الدولار الواحد1800 تومان و18 الف ريال. وتحتل السياحة مكانة واضحة في اصفهان حيث تتمتع بمناظر طبيعية خلابة وبها حديقة للطيور وكذلك مناظر رائعة فوق الجبال بالاضافة الي سوق ذي طراز معماري متميز يضم العديد من المنتجات اليدوية الايرانية المتميزة والشهيرة خاصة منتجات الحرير. وخلال لقاء الوفد الاعلامي مع د. علي أكبر ولاياتي المستشار الاعلي السياسي والدولي للمرشد الايراني الامام الخامنئي وأمين عام المجمع العالمي للصحوة الاسلامية والذي حضره رئيس بعثة رعاية المصالح الايرانيةبالقاهرة السفير أماني مجتبي أكد أن إيران تعتبر مصر وشعبها المركز الرئيسي للعالم العربي ثقافيا وفكريا وسياسيا. وقال أننا شاهدنا بداية الثورة في مصر وإجراء الانتخابات التشريعية وسوف نشهد قريبا إنتخابات رئاسية معربا عن الامل ان تنتهي الحركة التي بدأها الشعب المصري بتحقيق كافة أهداف ثورته التي حددها والمستقبل الذي يريدونه. وقال علي أكبر ولاياتي ان مجمع الصحوة يحرص علي أن يكون توجيه الدعوات للمشاركين في مؤتمراته علي أساس متوازن من مختلف الجوانب بما في ذلك بين السنة والشيعة حيث أن70% من السنة و50% من أصول عربية وقال أنه سيتم خلال شهر يوليو القادم عقد مؤتمر الصحوة الاسلامية والمرأة. ومن جانبه اكد مساعد الرئيس الايراني لشئون اهل السنة المولاوي اسحاق مدني ان العالم الاسلامي ينتظر ويتوقع من مصر بعد ثورتها وهذا التغيير الهام الذي حدث فيها مسئولية عظيمة وقال انه تقع علي عاتقها هذه المسئولية بسبب القدرات الكبيرة الهائلة الموجودة في مصر. و قال ان ايران هي نظام وحكومة لديها قيم وعلي راسها مثلا- الاستقلال الفكري والسياسي والاقتصادي وتريد هذه الامور والقضايا لنفسها وايضا لسائر الامة الاسلامية.. وايران لا ترغب في التدخل في شئون الدول الاخري كما لا تحب ان تتدخل الدول الاخري في شئونها.. ونحن نقول انه اذا كانت الحكومات تعمل حسب ارادة الشعوب. واذا كان لدي الشارع المصري رغبة في عودة العلاقات مع ايران فعلي الحكومات ان تسير في هذا الاتجاه وايران تريد الخير للجميع وان يعيش الجميع في راحة دون حاجة للتدخل في شئون البعض.. مشيرا الي ان مايجمع الدولتين هو كثير. واضاف ان اهل السنة يبلغ تعدادهم10% من اجمالي عدد سكان ايران البالغ75 مليون نسمة ويعيشون معظمهم في مناطق الحدود في محافظتي سيستان وبلوشتان جنوب شرق ايران علي حدود افغانستان وباكستان ومحافظة خراسان ولها حدود مع افغانستان وتركمانستان.. وايضا في شمال ايران في طبريستان.. وكذلك بمحافظة كردستان.. ذات الحدود مع العراق وتركيا.. وهرموزيان ذات الحدود مع دول الخليج الفارسي كما هاجر اهل السنة الي المدن الكبري مثل طهران طلبا للرزق و الاعمال التجارية أوالعمل كموظفين في الدولة. واستطرد قائلا انه لايقول انه لا توجد مشاكل لابناء السنه في ايران ولكنها مثل القضايا الموجودة في انحاء العالم التي تخص الداخل.. ولكن في ايران لا توجد ازمة لاهل السنه انما بعض المشاكل خاصة بعض التوقعات من الحكومة. واشار الي ان لاهل السنة مندوبين في مجلسي الشوري الاسلامي ومندوبين في مجلس الخبراء.. وفي بعض المحافظات يوجد مسئولون من اهل السنة وقال لا يوجد وزير سني أو محافظ في الحكومة.. لانه كما في كل العالم الحكومة تأتي من حزب الحكومة.