بحسرة.. يتذكر نصف مليون بورسعيدي.. حاليا.. أيام وليالي البهجة والفرحة.. التي كانت تتزامن مع احتفالات بورسعيد باعياد الربيع وشم النسيم سنويا. تلك البهجة التي انتهت.. والفرحة التي تلاشت مع اندثار عادة حرق دمية الألنبي ليلة شم النسيم من كل عام. وتراجع الحالة الاقتصادية بالمدينة الحرة, وضغط الهموم اليومية والحياتية علي مواطني بورسعيد.. ومن قبل ومن بعد.. زيادة وعي المواطنين بخطورة تلك العادة.. في ظل تغطية احياء المدينة بالكامل بشبكة الغاز الطبيعي والتي لا تحتمل بالطبع تكرار مشاهد حرق دمي الألنبي الشهيرة علي كل ناصية وشارع وحارة كما كان يحدث حتي منتصف التسعينيات. ورغم غياب دمية الألنبي عن شوارع بورسعيد هذه الأيام.. وتحديدا قبل3 أيام فقط من الاحتفال بشم النسيم يوم الاثنين المقبل5 أبريل.. إلا أن معقل صناعة تلك الدمية القماشية المشهورة.. بشارعي اوجينا ونبيل منصور وتحديدا عند اسرة خضير البورسعيدي مازال صامدا.. في مواجهة محاولات الطمس الكامل لعادة تاريخية راسخة في الوجدان البورسعيدي.. ومازالت أفكار كبار العائلة.. الحاج محمد.. والفنان مسعد.. والمعلم الاستاذ مصطفي.. ولمسات التنفيذ الدقيقة للشقيق الاصغر محسن.. تتوالي.. لتقدم للشارع البورسعيدي وضيوفه وزائريه اروع الدمي واقسي آراء الهجوم والنصح.. للعادات الاجتماعية السيئة.. ولاعداء مصر في جميع العصور بدءا من اللورد اللنبي المندوب السامي البريطاني نفسه والذي تحول علي أيدي الوطنيين والمقاومين ببورسعيد إلي دمية.. اعتادوا حرقها سنويا ردا علي ظلمه لأبناء جلدتهم.. وانتهاء برموز الصهيونية المعادية لمصر والاسلام. وعن العادة التي تلاشت.. يقول الاستاذ مصطفي خضير.. فنان الخط العربي الشهير ان احتفاظ عائلة خضير بتلك العادة السنوية.. يعد في الاساس محاولة للحفاظ علي الهوية الوطنية والشعبية لبورسعيد.. وكذلك احدي مفردات الموروث الثقافي والشعبي لأبناء المدينة.. ويذكر البورسعيدية جيدا أن ما قدمناه علي مدار اكثر من35 عاما.. كان تعبيرا عما يجيش في نفوس أبناء بورسعيد تجاه كل ما كرهوه من شخصيات.. وظواهر.. وكان وراء تحول بورسعيد ليلة شم النسيم إلي كرنفال شعبي لا يقل بأي حال من الأحوال عن كرنفالات البرازيل وبعض المدن الاوربية.. وهو ما جعل زيارة بورسعيد ليلة شم النسيم هدفا وأمنية للآلاف من مواطني المحافظات المجاورة والقاهرة.