لم يتفق المصريون علي شيء مثلما كان اجماعهم علي موقفهم من الكيان الصهيوني المسمي دولة إسرائيل ورفضهم التعامل معه بشكل طبيعي. ولعلك بمجرد ذكر الاسم أمام أي مصري أيا كانت درجة ثقافته أو مستواه الاجتماعي أو الاقتصادي تصلك الرسالة عبر ملامح الوجه قبل الكلمات فتعرف علي الفور أنك تتحدث عن العدو. من أحداث السفارة حتي أنباء سفر عدد من الأقباط للقدس وما بينهما من ممارسات إسرائيلية علي الحدود ومع جيرانها من الدول العربية كانت أمواج الحديث عن اسرائيل في الشارع المصري متلاحقة ما بين رفض للسياسة الرسمية في التعامل وحديث عن المعاهدة وإلغائها أو تعديلها شاهدا علي غضب مصري و غصة في الحلق تعلن عن صرخات مكتومة لرفض كيان موقعه علي الحدود. الأهرام المسائي قرر استطلاع رأي المصريين عن حكاية التطبيع من آخر حلقة حيث تقديس عدد من الأقباط رغم قرار البابا عام1968 بمنعه طالما القدس تحت الاحتلال وقررنا أن يكون موقعنا بجوار الكنائس لكن لم يكن هدفنا المسيحيين فقط فالمصريون هم من نستطلع آراءهم ونريد معرفة موقفهم من الشارع وفي النهاية لم تحدث المفاجأة فكما توقعنا وجدنا.. المصريون مسلمين ومسيحيين ممن قابلناهم في جولتنا أجمعوا علي رفض التطبيع واعتبار اسرائيل مكانا لا يفضلون زيارته وان اختلفوا علي الزيارة التي رأوها تدخل في نطاق الموقف الفردي من قبل أشخاص يريدون زيارة مكان يشتاق له الجميع حيث أكدوا احترامهم لقرار البابا وموقفه وإن أبدوا رغبة دفينة في تغير الظروف والسماح لهم بالسفر. بداية رحلتنا مع المصريين والتطبيع كانت من أمام كنيسة سانت تريز بشبرا التي فتحت لنا أبوابها بترحاب شديد وكان الحديث مع رأفت جمال الذي قال بعد وفاة البابا شنودة يجب ألا يتغير الموقف بل لابد من من احترامه والتزام مواقفه الوطنية لأن عكس ذلك يبقي بنخدعه ونضحك عليه. خلف الدهشوري ويعمل ساعيا في الكنيسة قال أكيد أنا مع رأي البابا تأييدا له واحتراما لكلمته حتي بعد وفاته لأنه رجل كانت له خبرة طويلة ومواقفه للصالح العام في بلدنا والتقطت سالي نبيل طرف الحديث مكملة لو اتيحت لي فرصة السفر للقدس لن أسافر طالما لم تتغير الظروف التي دعت البابا شنودة الثالث أن يتخذ قراره ذلك. مشتاقون سهير غالي ربة منزل من جانبها قالت اتمني أن أسافر للتقديس وزيارة الأماكن الدينية التي نشتاق لرؤيتها ولكني لا أستطيع ذلك لأن سيدنا قال لأ لكن لو أبونا الجديد قال نسافر هنسافر وهذا لا علاقة له بالتطبيع فنحن كمصريين نرفضه والأمر نفسه كان مع ماريان صموئيل التي قالت أنا موافقة تماما علي كلام البابا لكن لو حدث تغيير من الآباء الجدد وسمحوا لنا بالسفر سنسافر وسنكون سعداء بذلك لأننا لا يصح أن نفعله من تلقاء أنفسنا. بعدها قابلنا الفنان التشكيلي نبيل ذكي الذي بادر فور سؤالنا له عن موقفه قائلا عن نفسي لا أستطيع السفر أبدا لأني أحترم كلام البابا الذي أعتبره من أكثر المصريين وطنية وذاي قيمة كبيرة وأوافقه علي موقفه وأتمني أن تتغير الظروف ونجد القدس محررة لننعم جميعا بالزيارة التي نتمناها. التشدد انتقلنا بعد ذلك لكنيسة مارجرجس الغمراوية لتكون ليليان ونيس طالبة هي أول من قابلناها بالقرب من الكنيسة وبسؤالها قالت أؤيد البابا في موقفه لأن ذلك في مصلحة القضية الفلسطينية ولأن من يخالف قراره بعدم السفر فهو بذلك يحج بطريقة غير شرعية ووافقها في الرأي لطفي ابراهيم مطالبا الكنيسة الأرثوذكسية بالتشديد علي قراراتها حتي يلتزم المواطنون بها ولا يتصرفون من تلقاء أنفسهم. أما أوديت برسوم فقالت الأب يطاع حتي بعد رحيله ولا أتوقع أن من سيأتي بعده سيغير من قراراته بل سيتبع نهجه وأشارت سعاد فوزي الي ضرورة احترام كلام البابا ومواقفه بعد رحيله مؤكدة أنه حتي لو جاءتها الفرصة للسفر فلن تسافر حتي تتغير الظروف التي دعت للقرار. أنطونيوس رأفت خادم الكنيسة قال رغم اشتياقي للسفر والحج الا أنني مع البابا في رأيه ولن أسافر حتي يتحقق ما نتمناه جميعا وتتحرر القدس ويسافر الجميع بدون قيود أو عوائق وهو ما وافقت عليه مادونا سمير مؤكدة أن ثقتها كبيرة في البابا لأنه رجل حكيم. خبرة البابا ووصفه محمد جلال موظف قائلا البابا كان راعي الوحدة الوطنية في مصر وحارب كثيرا تدخلات دول أجنبية في شئوننا من خلال محاربته للفتنة الطائفية وقراره بمنع السفر للقدس كان في مصلحة الفلسطينيين والعرب بصفة عامة قبل المصريين بصفة خاصة ووافقه ياسر عبد العظيم الذي أضاف كان بالفعل رجلا حكيما يعمل بروح السماحة والوسطية مثلما الحال بالنسبة لعلماء الأزهر. وتابع إبراهيم لطفي قائلا عندما تتحرر فلسطين سوف نسافر جميعا وحتي يتحقق ذلك يجب الالتزام بقرارات البابا حتي بعد وفاته طالما بقيت الظروف ولم تتغير ووافقه في الرأي عماد كمال مشيرا الي أن البابا شنودة الثالث جاء بقراره من خلال خبرته وحكمته ورؤيته للظروف بشكل متعمق. تضامن وبرر صموئيل صموئيل القرار من وجهة نظره قائلا منعنا من التقديس وحرماننا من أداء الحج هو تضامن مع اخواننا وضغط علي العدو باعلان أننا لن نستطيع الحج أو الزيارة بدون اخواننا أو في أثناء محنتهم ووافقته راندا عيسي قائلة سواء مسلمين او مسيحيين فنحن مصريون يد واحدة متضامنون مع اخواننا الفلسطينيين نرفض ما يتعرضون له من اعتداءات اسرائيلية يومية عليهم ورغم اني نفسي اسافر للتقديس لكني اتمني أن اسافر والقدس محررة وأكون مع إخواتي من المسلمين. لن نخون وقال أبانوب عماد انا مع رأي البابا لاننا بكده بنترجم رفضنا بشكل عملي لما تفعله اسرائيل مع اخواتنا الفلسطينيين وهو موقف وطني في المقام الأول ونتمني أننا نسافر عندما يتم التحرر قريبا وهنا أمن علي كلامه القس متأووس داعيا الله سبحانه أن يستجيب قائلا لن نخون اخواننا الفلسطينيين ولن نخون قرارات البابا وسنبقي دائما متحدين حتي يتحقق ما نتمناه جميعا ويتحرر القدس ويحج المسيحيون ويزور المسلمون ليهنئوا اخوانهم هناك.