رغم أن الوحدة الصحة النموذجية بقرية حاجر بني سليمان التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف, مجهزة بأحدث وسائل علاج واستقبال المرضي إلا أن رواد الوحدة ليس المواطنين أو أطفالهم, ولكن روادها من الحيوانات. قد يبدو ذلك غريبا, لكن مارصدته الأهرام المسائي يؤكد تحول تلك الوحدة إلي حظيرة للماشية, فمن الوهلة الأولي تجد حيوانات هنا وهناك, بل إن غرفة التطعيمات أصبحت مليئة بثلاجات حفظ الأطعمة بمختلف أنواعها, فيما تحولت غرفة الإقامة إلي استراحة لعامل الوحدة. يقول رمضان عبدالحميد العامل الوحيد بالوحدة أنها تعاني من نقص الأطباء والتمريض وكذلك العمال, فلا يوجد أمن وبها ممارس عام بجانب عمله مديرا للوحدة ويأتي يومين فقط في الأسبوع ولا نستطيع بهذا العدد خدمة20 ألف نسمة هم سكان القرية والوحدة مجهزة بأحدث الأجهزة وعيادات للنساء والنظر والأسنان والأشعة ولا يعمل بها سوي طبيب الأسنان وهو تخصص غير مرغوب بالقرية. ويضيف خميس أحمد عبدالشافي حاصل علي دبلوم لا يوجد بالوحدة قرص دواء واحد بربع جنيه ونضطر في حالة المرض أو لدغات الثعابين المتكررة نظرا لقرب القرية من الصحراء للذهاب إلي قرية دنديل أو بني سويف أي نقطع أكثر من20 كيلومترا والاشكالية في ندرة المواصلات وموت العديد من الأهالي قبل الوصول لأقرب وحدة أو مستشفي بعد أن يسري السم في أجسادهم ولا نري الطبيب في تلك الوحدة إلا يومين في الاسبوع لمدة ساعتين بالصباح بالرغم من وجود عيادات لهم بالقرية يذهبون إليها بالانتظام لاستغلال الأهالي وتساءل عن البطالة التي يشكو منها الخريجون في حين تحتاج مثل هذه الوحدات إلي عشرات الأطباء. ويؤكد ثابت علي أحد سكان القرية أن الوحدة الصحية كادت تأتي علي روح طفله عندما ذهب لتطعيمه ووجد سيدة سمينة لا يعرف هي عاملة أم طبيبة واعطت حقنة الثلاثي لطفله في رجله وفوجئت بتورم قدميه وكادت تبتر لولا تدخل أهالي القرية وجمعوا مبلغا ماليا وارسلوني إلي مستشفي قصر العيني الفرنساوي بالقاهرة لعلاجه وأكمل قائلا بأن طبيب الوحدة مسئول أيضا علي الوحدة الصحية بقريتي السعادنة وباها وبمجرد غيابه عن الوحدة يغيب معه التمريض وتترك الوحدة مفتوحة علي مصرعيها لتستطيع نساء القرية ادخال ماشيتها لتقتات من نجيلة وأوراق الوحدة. من جانبه أكد الدكتور عاطف عافية, أن ما رصدته الأهرام المسائي رصدته مديرية الصحة بالمحافظة في كثير من الوحدات الصحية بها وعلل بأن في هذا التوقيت من العام يقوم أطباء الوحدات من الذين جاءت لهم النيابات بالإقامة في احد المستشفيات العامة وذلك للتخصص ودراسة الماجستير ويحل محلهم الأطباء الجدد والخلل ونقص الأطباء حدث بسبب عدم رضاء الخريجين الجدد من الأطباء بالتكليفات من قبل وزارة الصحة فقاموا بالتظاهر ورفض تنفيذ التكليفات مما برجع قلة بل ندرة الأطباء في الوحدات الصحية بالمحافظة لذا قمت بتكليف العديد من الأطباء بتقسيم أيام الاسبوع بين وحدته المكلف بها ووحدات صحية مجاورة لسد العجز وهو ما يفسر عدم وجود أطباء الوحدات سوي يومين في الاسبوع فقط في هذه الفترة.