أصبح لنا أكاديمية الفنون ويحصل منها المتخرج علي البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وأصبح الموسيقيون يتقلدون المناصب الرفيعة حتي درجة وكيل وزارة وفتحت لهم أبواب العمل في البلاد العربية. إحنا بتوع المزيكا وأنا واحد منهم منذ حوالي ستين عاما مجتمع له خصوصياته وعاداته بل ولغته مجتمع يبدأ من الصفر وحتي يصل الي القمة وهذا المجتمع بدأت تظهر ملامحه بعد وضع أول دستور مصري في أوائل العشرينات من القرن الماضي وكان القانون يمنع ولايقبل شهادة القرداتي والمزيكاتي والمشخصاتي في المحاكم لأنهم فئات ضعيفة وليس لهم أصول ولا يحملون أي قدر من المعرفة والأخلاقيات, وبداية تواجد الفئات والكيان الموسيقي من الملاجيء ومن العسكريين من رجال الجيش والبوليس وعند إنشاء أول معهد للموسيقي في عصر الملك فؤاد وكان معهدا أهليا ثم أصبح حكوميا ويعطي شهادة أو دبلوما متوسطا يعادل الثانوية العامة وبدأ يرتقي الوسط الموسيقي خصوصا بعد إنشاء الاذاعة المصرية سنة1934 وبدأت وزارة المعارف في تدريس الموسيقي في المدارس وأنشأت الاذاعة الأوركسترا والفرقة الشرقية وتم افتتاح المعهد العالي للموسيقي المسرحية ويحمل المتخرج منه شهادة تساوي الشهادة الجامعية وارتقي العمل الموسيقي وإرتقي معه الموسيقيون وأصبح لهم كيان إجتماعي وأصبح الموسيقي شخصا محترما بعد أن كانت ترفضه العائلات الارتباط به ومناسبة العاملين في الحقل الموسيقي والغنائي وحتي أوائل الخمسينات كان لابد أن يكون لهذا الموسيقي عمل آخر حتي يعيش منه وتقبله العائلات وبعد تغير الأحوال من العصر الملكي الي العصر الجمهوري تغيرت أشياء كثيرة وترعرع العمل الفني والموسيقي وأصبح لنا أكاديمية الفنون ويحصل منها المتخرج علي البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وأصبح الموسيقيون يتقلدون المناصب الرفيعة حتي درجة وكيل وزارة وفتحت لهم أبواب العمل في البلاد العربية وكان لابد من كيان يجمعنا ليكون حماية للمهنة والعاملين بها وتم إنشاء أول نقابة مهنية سنة1955 وتجمع الموسيقيون في مسرح حديقة الأزبكية وتم انتخاب الموسيقار محمد عبد الوهاب أول نقيب للمهن الموسيقية ولم يستمر طويلا في النقابة لعدم تحمله مشاكل الموسيقيين وأصبح الأستاذ عبد الحميد عبدالرحمن نقيبا حتي يوم12 من أغسطس سنة1958 عندما أصدر جمال عبد الناصر قرارا بإلغاء وحل جميع النقابات واستعادت كثير من النقابات نشاطها وعادت إلي مزاولة العمل النقابي ماعدا نقابة الموسيقيين التي تأخر قانونها لعرضه علي مجلس الشعب وباختصار شديد تمت عودة النشاط النقابي سنة1978 أي بعد عشرين عاما بدون نقابة والآن أصبح لنا أكثر من ثلاثين عاما وأصبح الموسيقيون يتمتعون بأخذ معاش لابأس به ويتم علاجهم ورعايتهم صحيا ولكن أهم بند في القانون وهو البند الأول وهو الارتقاء بالمهنة والعاملين بها تم تنفيذ النصف الثاني من البند ولكن النصف الأول لم يتم تنفيذه وهو الارتقاء بالمهنة وهذا يتطلب مجهودا ثقافيا واجتماعيا من جميع الجهات المسئولة عن الفن المصري لأننا لانرضي عن هذه الحالة الهابطة والباب مفتوح لطرح الأفكار ولنا عودة إن شاء الله. والله ولي التوفيق