نجوم السينما الأطفال.. لم تعد ظاهرة تأتي ثم تختفي.. ولكنها أصبحت حقيقة.. واحتل الأطفال مساحة كبيرة جدا في عالم السينما.. ولم يعد هناك فيلم دون أن يقدم فيه الأطفال أدوارا مهمة.. ووصلت الي حد البطولة في كثير من الأفلام والمسلسلات.. وليس في مصر فقط.. ولكن في السينما العالمية.. الأجنبية.. ومعظم الدول المهتمة بصناعة السينما.. والتليفزيون.. أصبحت للأطفال مكانة.. وحضور كبير في جميع الأعمال السينمائية والتليفزيونية والاعلانات. وأصبح يطلق علي هذه الحقيقة الخاصة بظهور الأطفال الصغار.. سينما عصر الأطفال..!! وهناك عديد من الظواهر التي تحولت الي حقيقة تثبت أن الأطفال هم بذرة الحاضر.. وشجرة المستقبل السينمائي والفني عموما.. والتاريخ يشهد للأطفال بذلك... ومن أمثلة بذور حقيقة سينما الأطفال.. في مصر عديدة منها الأسطورة السينمائية الطفلة فيروز التي اكتشفها ورعاها أنور وجدي.. والتي شبهت بالطفلة الأميريكية الأسطورة هي الأخري شيري تمبل.. والتي قدمت للسينما حالة سينمائية جديدة أثرت مشوار السينما المصرية.. وفي حفل تكريمها في احدي الجمعيات الفنية منذ3 سنوات قالت فيروز الأم الآن وهي تظهر مع ابنها أيمن بدر الدين جمجوم زوجها الفنان الراحل.. ومع ابنها زوجته.. قالت... أنا فيروز الطفلة المعجزة التي قدمت في طفولتها في5 أعوام6 أفلام.. علامة وبصمة في تاريخ السينما المصرية: والأفلام هي أول فيلم عام1950 كان فيلم ياسمين وفي53 فيلم دهب لأنور وجدي... وفيلم الحرمان53 للمخرج عاطف سالم.. ثم فيلم فيروز هانم اخراج عباس كامل.. ثم فيلم صورة الزفاف اخراج حسن عامر.. ثم آخر أفلامها وهي طفلة فيلم عصافير الجنة اخراج سيف الدين شوكت عام1955.. ثم اعتزلت التمثيل بعد ذلك. وجاء بعد ذلك دور النجمة الأسطورة الطفلة فاتن حمامة مع الموسقار محمد عبدالوهاب.. الوردة البيضاء.. يوم سعيد.. وكان عمرها9 سنوات وانطلقت نجوميتها تسطع وتنير شاشات السينما حتي الآن نجمة النجوم الذهبية بأفلامها ومسلسلاتها. ويأتي دور النجوم الأطفال بعد فترة طويلة.. منهم من استمر ولم يتوقف تمثيله عند سن الطفولة.. ومنهم من اختفي بعد ظهوره في عدة أفلام... من الذين أختفوا.. الطفلة مها عمار.. ويوسف عثمان.. عمرو عدوي.. ومجموعة أطفال سبايسي بابي- وقدموا أدوار في أفلام ثم اختفوا.. وكانت مجموعة فرقة سبايسي قوية ونالت الاعجاب كمجموعة... ولكنهم اختفوا عندما افترقوا وحاول كل منهم أن يكون نجما منفردا. وفي هذه الأيام ظهرت مجموعة من الأطفال في عدة أفلام وحفلات في المدارس.. والجمعيات تشير الي طريق النجومية.. منها من سبقت في نجوميتها منه عرفة.. ثم ملك.. وليلي ابنتا الممثل أحمد زاهر. ثم ظهرت جني مع هاني رمزي ثم النجمة الشهيرة الرياضية والممثلة في مدرستها وحفلات ناديها وجوائزها.. وترشيحاتها السيمائية والتليفزيونية جني محمد. وهناك نجوم السينما العالمية الذين احتلوا مساحات سينمائية بحيث أصبح لايخلو فيلم من الأفلام العالمية الا وبه مجموعة من الأطفال.. ومنهم أبطال هاري بوتر وسلسلة أفلامهم التي وصلت ايرادات8 أفلام السلسلة الي المليارات واستمروا في تألقهم حتي الآن!! ونحن لانريد لنجوم سينما الأطفال المصرية أن يختفوا بعد فترة ابداع طفولتهم.. ولانريد استغلالهم في أفلام تهبط بهم الي وادي النسيان كما حدث لمجموعة أطفال فيلم شبر ونص وكانوا في قمة تألقهم وابداعهم ولكنهم تفرقوا لاستغلالهم فرادا في اتجاهات تمسح ابداعهم وقدراتهم الفنية الطبيعية... ان نجومنا الأطفال.. يمرون بحالة عدم الرعاية والمساعدة علي تعليمهم وارشادهم الي طريق استمرار نجوميتهم.. فان من يرعاهم ويرشدهم هم أسرهم.. أمهاتهم.. وآباؤهم.. وهم ليسوا لديهم القدر الكافي من العلوم الفنية والرعاية المستمرة للابقاء علي نجوميتهم هم يمرون بسنوات عمرهم.. التي تؤدي الي تغيير كبير في عناصر التمثيل التي يقدمونها بابداع في الطفولة.. ولايعرفون طريق العبور من الطفولة الي سن البلوغ ومرورا من هذا السن الي سن الشباب والنجومية التي تستمر معهم في مشوارهم السينمائي.. والفني عموما!! في العالم هناك مؤسسات ترعي هؤلاء الأطفال ليستمروا في نجوميتهم.. لأنهم ذخيرة الحاضر والمستقبل الفني!! وللمهرجانات السينمائية الخاصة بالأطفال وغيرها دور مهم في مشوار نجوم سينما الأطفال.. ولقد سعدنا جدا بعودة مهرجان سينما الأطفال المصري.. وسعدنا جدا بكل المجهود الذي تقدمه ادارة المهرجان هذا العام برئاسة الدكتورة نادية الخولي.. ومن معها.. وهذا الاقبال الكبير من الدول المشاركة فيه.. والتي وصلت الي68 دولة بعدد351 فيلما.. كما بلغ عدد الأفلام الروائية31 فيلما من22 دولة ووصل عدد أفلام التحريك الي54 فيلما من23 دولة الي جانب20 فيلما وثائقيا وتسجيليا قصيرا من13 دولة. واختيار اليونان ضيف شرف المهرجان.. واختيار شخصيات سينماية تهتم بسينما الأطفال من الدول العالمية في الاخراج والاختيارات الفنية.. والاهتمام بالسينما الافريقية وكل هذا المجهود الرائع الذي سوف نراه في دورته القادمة رقم21 الذي تبدأ فعالياته يوم الجمعة القادم23 مارس وتستمر فعالياته حتي يوم الجمعة30 مارس. نحن نسعد بكل هذا الذي سنراه في مهرجان سينما الأطفال هذا العام.. ولكن هناك اقتراح واجبة ااشارة اليه.. وهو ضرورة أن يقوم المهرجان الي جانب عرض أفلام العالم ليشاهدها أطفال نجوم السينما المصرية والمهتمون بهم.. يمكن للمهرجان أن ينشئ قسما خاصا لرعاية النجوم المصريين الأطفال.. ويكون المهرجان من خلال هذا القسم علي اتصال دائم بهم طوال مشوارهم الفني.. وتدريسهم الأصول الفنية التي يجب أن يتعلموها من خلال هذا القسم الخاص برعانيهم.. ويخصص لهم أساتذة في علم التمثيل.. وعلم النفس... وتوسيع مداركهم للتطور السريع في صناعة الأفلام ومدارسها.. ليحققوا استمرارية نجوميتهم علي أسس علمية.. ولانتركهم يعيشون في متاهة ليس لها حدود أو قوعد.. وهذا الاقتراح واحد من أهم مسئوليات المهرجانات.. حتي لانتركهم لاستغلالهم علي أنهم مجرد سلعة تدر مالا وأرباحا.. لأنهم لو تمت رعايتهم وارشادهم سيكونون كنوزا فنية.. ومادية.. ويغزون السينما العالمية والمحلية. وأبدا لن يكونوا مجرد لعب كومبارس تدر بعض الأرباح وتستغل في أفلام واعلانات.. تضر ولاتنفع.. تهدم ولاتربي أجيالا من النجوم تدق لهم أجراس النجاح باستمرار.. ليحتلوا مكانهم.. بالعلم.. والمعرفة. بالفن الساحر.. الذي يرسل بدوره من خلالهم رسالة الحب.. والأمن والآمان.. والايمان.. ان الفني.. رسالة ولابد من رعايتها.. ولايجب أن نتركها في غياهب النسيان.. وعدم تقديرها حق قدرها.. وخطورتها وقوة تأثيرها في مشوار الفن علي مر التاريخ!! س. ع