الدنيا أوضة كبيرة للانتظار فيها ابن آدم زيه زي الحمار الهم واحد.. والملل مشترك وما فيش حمار بيحاول الانتحار وعجبي وحدها كلمات الراحل العبقري صلاح جاهين أجدها تطاردني وتهاجمني دون أي استئذان. ما إن قررنا أن نخوض غمار هذا الملف الذي أصبح يؤرق.. ويهدد الأمن الغذائي للمواطن المصري.. أصلها كانت ناقصة.. ألم يكف التهديد والوعيد الذي يلاقيه رجل الشارع علي أيدي البلطجية والمسجلين الخطر ليعاني الجميع من الانفلات الأمني. ألم تكف الملفات الخطيرة والشائكة التي تشغل أذهاننا جميعا علي أرض المحروسة بدءا بتسفير أو إن صح المعني تهريب المتهمين الأجانب إلي ماما أمريكا.. مرورا بمجلس الشعب وجلساته ومناقشاته التافهة والسطحية تارة والمستفزة والمفتعلة تارة أخري وحتي ماسورة ماراثون انتخابات الرئاسة التي انفتحت علي آخرها ليصبح عدد المرشحين فوق ال800 شخص.. وما بين كل هذا تأتيك مصيبة بورسعيد التي ذبحت قلوبنا والتي مازالت تخيم علي الأجواء وكأننا علي شفا حرب أهلية ما بين البورسعيدية والأهلاوية الذين راحوا في سباق شتائم اللافتات. كانت ناقصه القلاعيه اللي عمالة تحصد في أرواح وأرزاق الفلاحين قبل ما تقلع روح مواشيهم وأبقارهم لتضرب بدورها سوق الألبان والسمن والبيض وتشعل الأسعار التي هي مجنونة أصلا.. فيرتفع سعر الدواجن ومن قبلها الأسماك وتباعا لها الحمام والبط والأرانب والذي منه.. وكله بيضغط علي جيب المواطن المصري الغلبان اللي اساسا ما بياكلشي لحمة إلا في المناسبات. ولأن الهم واحد والملل مشترك علي رأي عم جاهين.. نفتح ملف الحمي القلاعية الذي أصبح يشكل تهديدا للمصريين علي مصراعيه. لنجيب عن العديد من الأسئلة.. ونسمع صرخات الفلاحين ونحضر جنازات مواشيهم الجماعية لننقل لكم نحيبا وبكاء وصرخات واستغاثات ومشهدا من علي أرض الواقع عبر السطور المقبلة.