في الوقت الذي سعت فيه الولاياتالمتحدة جاهدة لاظهار وجهها الحسن الذي وعد به الرئيس الأمريكي باراك اوباما عند توليه السلطة كانت قد اعدت قائمة بالدول التي ستشن ضدها حروبها السرية. وهذا ما أكدته مجلة فورين بوليسي الأمريكية التي اشارت إلي انه في الوقت الذي أكد فيه اوباما انه لن ينتهج سياسة سلفه جورج بوش التي جعلت من الولاياتالمتحدة عدوا للعالم متعهدا بانهاء الصراعات في العراق وافغانستان, انطلقت الصواريخ والطائرات بدون طيار لتشن افظع الهجمات وتقتل المزيد من الارواح البريئة, وبذلك فان سياسة اوباما تقوم علي اساس شن الحروب السرية بحجة قتل الإرهابيين, وظهر ذلك جليا من خلال الغارة التي شنتها القوات الأمريكية لقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وهي واحدة من بين244 غارة شنتها تلك القوات الأمريكية علي باكستان منذ تولي اوباما السلطة عام2009 والذي وصفها بانها غارات تستهدف إرهابيين نشطين يحاولون الاضرار بمصالح الولاياتالمتحدة وشعبها. ومع ذلك فإن تصريحات اوباما ليست صحيحة وهو ما أكده التقرير الصادر عن مكتب الصحافة الاستقصائية الذي يتحذ من لندن مقرا له والذي اشار إلي ان هجمات الطائرات بدون طيار التي شنتها الولاياتالمتحدة علي باكستان اسفرت عن مقتل العشرات من رجال الانقاذ والمدنيين العزل وأكثر من60 طفلا وهو ما انكره المسئولون الأمريكيون قائلين ان هذا الرقم مبالغ فيه رغم انهم اعترفوا سابقا انهم تسببوا في قتل عشرات المدنيين خلال غارات عشوائية. ولم يملك الشعب الباكستاني البسيط سوي الخروج في المظاهرات للتنديد بالتدخل الأمريكي والمطالبة برد فعل تجاهها, وبإجراء استطلاع رأي بين الباكستانيين فكان هناك12% يؤيدون الولاياتالمتحدة التي قتلت قواتها أكثر من1000 متشدد في باكستان منذ تولي اوباما الحكم و69% يعتبرونها عدو أكثر من صديق. ولم تقف حروب الولاياتالمتحدة السرية عند هذا الحدل بل شنت ايضا غاراتها ضد ملاذات تنظيم القاعدة في اليمن رغم تدريبها للجنود اليمنيين من القوات الخاصة اضافة إلي وجود قوات امريكية تعمل جنبا إلي جنب مع الجيش اليمني. ولم يدرك المسئولون الأمريكيون ان الثورة اليمنية قامت من أجل تطهير البلاد من الفساد بل ظلت تشن غاراتها لتصفية القاعدة ومكافحة الإرهاب بالتعاون مع الحكومة اليمنية, ولقد اشاد جون برينان كبير مستشاري مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض بالتزام الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي بتدمير القاعدة.