تعاني المجازر العمومية بمدن الغربية من حالة من التجاهل والاهمال الشديد, والتي يصل عددها الي ثمانية مجازر رئيسية بخلاف12 نقطة تقوم بنحر وذبح جميع أنواع اللحوم بعد أن أصبحت تمثل مشكلة يومية ومزمنة لسكان المناطق المحيطة بها, الأهالي يستغيثون بالجهات المسئولة لسرعة نقلها الي مناطق أخري تكون بعيدة عن الكتلة السكانية لإنقاذهم من التلوث البيئي التي تسببها لهم المجازر بعد أن ضاقوا ذرعا بالطرق البدائية التي لاتزال تعمل بها سواء في نقل اللحوم المذبوحة بأسلوب غير صحي أو من الروائح الكريهة الناتجة عن مخلفات الذبائح وبقايا روث الماشية التي يتم إلقاؤها حول المجازر من كل جانب مما يهدد صحة وحياة الجميع سواء العاملين بالمجازر أو سكان المنطقة المحيطة بها. ويقول مسعد عبدالرحمن إن مجزر مدينة المحلة الكبري قلعة الصناعة المصرية, والذي أنشيء عام1960 علي مساحة أربعة أفدنة ويستقبل40 رأسا يتم ذبحها يوميا لايزال يعمل بالأسلوب البدائي الذي عفا عليه الزمن, وأصبح لا يتناسب مع العصر الحالي داخل مدينة كبيرة في حجم وثقل المحلة الكبري, حيث لا توجد أساليب حديثة للتخلص من مخلفات الذبائح وهو مايؤدي لتراكمها داخل المجزر مما ينتج عنه انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الفئران والزواحف وباقي الحشرات الضارة الأخري داخل المجزر بشكل لافت للأنظار, بالاضافة إلي أن مصادر المياه ضعيفة لا تتناسب مع حجم العمل وشبكة المياه تحتاج لصيانة وتجديد, كما أن الأسقف والجدران غير نظيفة, والكهرباء تحتاج لصيانة بخلاف سوء حالة النظافة العامة, وهو مايهدد بانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة خاصة أن المجزر أصبح يقع الآن بجوار المنطقة السكانية بعد الامتداد العمراني الجديد الذي أحاط بالمجرز من كل جانب. أضاف سمير جمعة, رغم أن مجزر كفر الزيات والذي أنشيء في بداية الثمانينيات والذي يعد المجزر العمومي الوحيد لنحر وذبح جميع أنواع اللحوم بالمدينة والقري التابعة لها, حيث يخدم نحو نصف مليون نسمة تقريبا إلا أن المجزر لايزال يقوم بنقل اللحوم المذبوحة من المجزر بطرق بدائية وغير صحية, حيث يتم حملها علي عربات كارو مكشوفة.. إضافة إلي غرق المجزر بمياه المجاري الملوثة ورغم التصدي لمشكلة الصرف الصحي إلا أنها سرعان ماتعود كل فترة وتهدد اللحوم والذبائح بالمجزر وتعرضها للتلوث البيئي. في حين أوضح سيد عبدالعليم أن سكان منطقة العجيزي بطنطا التي يقع بها أكبر مجازر محافظة الغربية يعيشون وسط حالة من الضوضاء اليومية ويفتحون عيونهم كل صباح علي مشاهد الدماء ومخلفات الذبائح وبقايا روث الماشية والتي يتم إلقاؤها بشكل عشوائي حول المجزر. وأشار إلي أنه قد حان الوقت لوضع خطة عاجلة تستهدف نقل النجازر العمومية من داخل المناطق المكتظة بالسكان الي أماكن أخري جديدة تعمل بالطرق الحديثة والنظم الآلية المتطورة للقضاء علي جميع المشاكل التي تواجه المجازر. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد صبري مدير عام المجازر بمحافظة الغربية ان غالبية مجازر مدن محافظة الغربية الثماني تم انشاؤها في مناطق نائية وغير سكانية, ولكن مع التطور العمراني فقد زحف العمران السكاني الي المناطق التي تقع بها المجازر والتي أصبحت تحيط به من كل جانب وهدفنا هو نقلها خارج المناطق السكانية وعلي مستوي أفضل لكن الصعوبة تكمن في ايجاد أماكن بديلة نظرا لضعف الامكانيات المادية التي تكاد تكون شبه معدومة. وأشار إلي إن مشروع تحسين خدمة المجازر بالمحافظة يقدم خدماته بشأن نقل اللحوم المذبوحة من المجازر بطريقة آمنة للحفاظ عليها من التلوث بعد ان تم دعم مجزري طنطا وكفر الزيات العموميين بعدد من السيارات المغلقة والتروسيكلات التي تقوم بنقل اللحوم بأسلوب صحي وبكفاءة عالية.