استمرارا للتصعيد في الأزمة السورية لقي17 شخصا مصرعهم أمس في عدة مدن سورية برصاص قوات الأمن السوري في الوقت الذي طلبت فيه روسيا ايضاحات حول ارسال بعثة قوات حفظ سلام إلي سوريا. فقد أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أمس مقتل سبعة عشر مدنيا برصاص قوات الأمن والجيش في عدة مدن سورية, أغلبهم في ريف دمشق. ونقل تليفزيون بي بي سي البريطاني أمس عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله: إن ثلاثة جنود تابعين للجيش النظامي قتلوا في الرستن. وأفادت هيئة الثورة السورية بأن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة النطاق في دير الزور, كما اقتحمت دبابات الجيش النظامي مدينة درعا جنوب البلاد. وطالب سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا ايضاحات من قبل الدول العربية فيما يخص قرار ارسال بعثة قوات حفظ سلام مشتركة بين الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الي سوريا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان في موسكو أمس نحن ندرس هذه المبادرة ونأمل في ان يعطينا الاصدقاء من جامعة الدول العربية ايضاحات علي بعض نقاطها. وأكد لافروف أن نشر قوات بعثة حفظ السلام يتطلب موافقة الجانب الذي سيستقبلها في إشارة الي النظام السوري. وفي السياق نفسه, التقي الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية والمبعوث الصيني الخاص بسوريا السفير لي هواشين أمس لبحث الأزمة السورية, حيث أكد ان بلاده تحتاج وقتا لدراسة قرارات الجامعة العربية حول سوريا, مؤكدا تأييد بلاده للجهود التي تبذلها الجامعة لحل مشكلة سوريا بطريقة سلمية وسياسية. كما أطلع العربي أمس سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي علي نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن تطورات الأوضاع في سوريا وسلمهم نسخة من قرار مجلس الجامعة الذي دعا مجلس الأمن إلي اصدار قرار لتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للمراقبة والتحقق من تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا. من جانب أخر, توجه الدكتور العربي إلي ألمانيا أمس, حيث من المقرر ان يلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صباح اليوم وسيقوم الأمين العام بالتباحث وتبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط بشكل عام والأوضاع في فلسطين وسوريا بشكل خاص, كما سيطلع الأمين العام المستشارة الألمانية بالموقف العربي الذي تبلور أمس في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا. وصرح مصدر سوري مسئول بأن بلاده ترفض ما صدر عن الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية الصادر أول من أمس حول الوضع في سوريا باعتباره تدخلا سافرا في الشئون الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية, إضافة إلي الاسباب التي سبق ان رفضت بموجبها قرارات سابقة صدرت في غيابها عن هذا المجلس في مخالفة واضحة لميثاق الجامعة العربية. وأعربت الصين عن دعمها جامعة الدول العربية في مواصلة جهود الوساطة والقيام بدور ايجابي وبناء في حل المسألة السورية بشكل سلمي وملائم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين أمس, في بيان له تعليقا علي مناقشة مجلس الأمن الدولي لإقامة قوة حفظ سلام مشتركة بين الاممالمتحدة والجامعة العربية, إن استقرار سوريا أمر مهم بالنسبة للسلام والأمن في الشرق الأوسط, معربا عن أمل الصين في أن تتمكن جمبع الأطراف المعنية من العمل إنطلاقا من الوضع العام للسلام والاستقرار في سوريا والشرق الاوسط, وأن تواصل الحوار والاتصالات للعب دور ايجابي وبناء في دفع الحل السياسي للمسألة السورية وتخفيف حدة التوتر في البلاد. كما أعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن تأييد بلاده التام لقرارات الجامعة العربية إزاء الأزمة السورية. وأكد أوغلو خلال المباحثات أن تركيا رحبت بفكرة استضافة دولة عربية لمثل هذا الاجتماع, مشيرا إلي أن هذا الاجتماع مبادرة تدعمها تركيا وتساندها علي طول الخط.