وجه المجلس الأعلي للقوات المسلحة رسالة إلي الشعب أمس تقدم فيها بالشكر له لرفضه الانصياع للعصيان, وقال: لقد أثبت في هذه الأيام كما أثبت علي مر العصور أنك أنت المعلم, منك نأخذ القدوة وبك نستمد العزم, وعلي هدي خطاك نستلهم الطريق, وبمعدنك الأصيل نتخطي أعتي الصعاب ونحقق المستحيل. وأضاف: أيها الشعب المعلم قلت بالأمس واليوم كلمتك مدوية, وعبرت عن رأيك بكل اصرار بوحي من حضارة عريقة بنيتها علي ضفاف النيل من قبل أن يولد التاريخ, قلت كلمتك في أكبر استفتاء جماهيري بطول البلاد وعرضها, وقلت نعم للعمل في سبيل مصر وجماهير شعبها المناضل من أجل الحرية والمكافح من أجل لقمة عيش هانئة, تتهيأ له بكرامة موفورة ويكسبها بعرق سواعد أبنائه السمراء. واستطرد: قلتها بالعمل ومواصلة الإنتاج, لا للعودة إلي الوراء, لا للرجوع عن المسيرة, لا للرهانات الخاسرة علي مستقبل هذا الوطن والمغامرات غير المحسوبة بمصير أبنائه. وأضاف: قال الفلاح كلمته في الحقل وهو يبذر ويغرس ويرجو الحصاد.. قال الصانع أمام آلات تدور وماكينات تنتج, قالها العامل والموظف في المرافق والمصالح العامة وفي منشآت العمل الخاصة.. قالها الطبيب في مستشفاه والمعلم في مدرسته والطالب في جامعته, ورجل القانون في صروح العدالة, قالها الإنسان المصري في كل مكان علي أرض مصر. وقال المجلس: يا شعب مصر العظيم إننا لا نستطيع مهما قلنا أن نوفيك حقك, ولا نقدر مهما فعلنا أن نعبر لك عما يجيش في صدورنا من امتنان, وما يجول في خاطرنا من تقدير وعرفان, غير أننا كما تعاهدنا معا علي عبور الهزيمة وتحقيق النصر وتحرير التراب الوطني, فإننا نعدكم بكل شرف وإخلاص علي العبور بالبلاد إلي بر الأمان وتحقيق النصر لثورتنا المجيدة في مسيرتها نحو الديمقراطية وحكم الشعب, حينما نسلم أمانة الحكم إلي رئيس الجمهورية المنتخب قبل نهاية يونيو. وأضاف البيان: أيها المواطنون الأحرار إن قواتكم المسلحة لا تفرق بين مصري وآخر, ولا توزع صك وطنية علي مصري وتنزعه من آخر.. إننا كلنا مصريون وطنيون نعشق تراب هذا البلد ونفتديه بكل غال ونفيس, هدفنا كلنا واحد هو عزة مصر ورفعة أبنائها إذا اختلفنا فإننا نختلف علي الوسيلة ولكنها أبدا لا تقدح في نبل الغاية وشرف المقصد وإخلاص النوايا. إن أيدينا ممدودة لكل مصري دون استثناء وصدورنا متسعة للجميع دون انتقاء وعقولنا مفتوحة لكل الأفكار والآراء والاتجاهات دون إقصاء. وأكد أننا أيها الأحرار ندعو الجميع علي أرض وطننا الغالي إلي الاحتشاد والتكاتف والاعتصام بوحدتنا في مواجهة المخاطر والتحديات كي نجتاز ما تبقي لنا من خطوات علي طريق الديمقراطية وحكم الشعب, ونحقق نصر الحرية معا كما حققنا نصر التحرير, عاشت مصر حرة أبية مرفوعة الرأس والهامة.. وعاشت وحدة الجيش والشعب.