حلقة السيرك الدائرية تحيط بها مقاعد رواده وجماهيره علي هيئة دائرة مستديرة حبل السيرك الرفيع المشدود والممدود باستقامة ومربوط ومفرود بين عمودين منتصبين بارزين لعنان السماء. ومغروزين مزروعين في جوف باطن حلبة السيرك خيمة السيرك المغروز أوتادها وسط الميدان الشاسع الفسيح مزركشة برسوم غريبة ومنقوشة بألوان نشاز غير متجانسة غير متآلفة ليس بينها أي نوع من التوافق الذي يجمع فيما بينها, لاعب الترابيز الشاب الجديد المدفوع به حديثا للقيام بلعبة المشي فوق حبل لعبة الترابيز الرفيع المكلف بها من إدارة السيرك الجديدة بدلا من لاعب الترابيز القديم الخبير المخضرم بخفايا وخبايا لعبة المشي فوق حبل السيرك الرفيع التي ظل يؤديها لمدة ثلاثين عاما بمهارة وإتقان وحرفية وبهدوء والتزام فوق حبل السيرك الرفيع دون السقوط من فوقه ولو لمرة واحدة دون أن تتعثر قدميه السائرة فوق حبل السيرك نفدت تذاكر الدخول لحلبة السيرك بفعل الجماهير المحتشدة بها لمشاهدة لاعب الترابيز الجديد المكلف حديثا بلعبة المشي فوق حبل السيرك الرفيع وعلقت علي شباك حجز التذاكر لافتة, كامل العدد] بأضلاعها الرباعية لاعب الترابيز الجديد المفعم بالطين والشباب بعد عشرة شهور قضاها ومشرفه علي الشهر الحادي عشر قضاها في محاولة التدريب علي المشي فوق حبل السيرك الرفيع بنفس مهارة وموهبة لاعب السيرك القديم في الموعد المحدد لبدء مهمته الحديثة بالمشي فوق حبل السيرك الرفيع احتشدت جماهير السيرك ورواده داخل حلبة السيرك التي أمتلأت بهم بميدان السيرك الشاسع الفسيح قفز لاعب الترابيز الجديد مدرجات السلم المؤدي لحبل السيرك الرفيع المكلف بالمشي فوقه وتعلقت عيون جماهير السيرك لسماء خيمة السيرك العالية المعلق بها حبل الترابيز الرفيع علي ارتفاع عشرين مترا تقريبا المشدود المفرود بين وتديه المغروزين في باطن أرضية حلبة السيرك بدأ لاعب الترابيز أولي خطواته فوق حبل الترابيز الرفيع مهزوزا مرتعشا تتعثر قدماه يفقد توازنه فوقه بعد فشله في عبور أولي خطواته فوق حبل الترابيز الرفيع يعود مسرعا للقاعدة المسطحة الواقف فوقها ليلتقط أنفاسه اللاهثة لاستعادة ثقته المفقودة ليعاود المحاولة ويمشي فوق حبل الترابيز الرفيع بنفس مهارة لاعب الترابيز القديم ولكن اللاعب الجديد لم يتمكن من المشي فوق حبل الترابيز لو لخطوة واحدة وأوشك علي السقوط من فوق حبل الترابيز الرفيع كانت تنخلع خلالها قلوب الجماهير المكدسة داخل صرخات وصيحات الجماهير المحتشدة داخل حلبة السيرك بعد سقوط لاعب الترابيز الجديد من فوق حبله الرفيع بعد محاولته قرابة أحد عشر شهرا تقريبا مني خلالها بالفشل الذريع في عبوره وتجاوزه وسط سخط وغضب الغالبية الصامتة من رواد السيرك وجماهيره العظمي مطالبين بعودة لاعب السيرك القديم لخبرته في المشي فوق حبل الترابيز مدة ثلاثين عاما دون السقوط ولو مرة واحدة... نادر المغيني القاهرة