ليست مجرد مباراة كرة قدم حقق فيها نسور قرطاج الفوز, ولكنها تعبر في نفس الوقت عن حجم التطور الايجابي الذي باتت الكرة التونسية تعيشه علي مدار عام كامل منذ نجاح ثورة الياسمين في انهاء حقبة انفراد زين العابدين بن علي برئاسة تونس ودخول البلاد عهد جديد ويعد فوز المنتخب التونسي علي نظيره المغربي بهدفين لهدف في ديربي شمال افريقيا بافتتاح مباريات المنتخبين في المجموعة الثالثة حلقة جديدة من حلقات التطور الذي تعيشه الكرة التونسية هناك منذ الرابع عشر من يناير2011 توقيت نجاح الثورة التونسية. ثورة الياسمين في تونس, كان لها مردود ايجابي علي الكرة التونسية وبصورة لم يتوقعها احد فقبل الثورة بأيام معدودة كان المنتخب التونسي يعيش انهيارا كاملا تحت قيادة بيرتران مارشال في مشواره بالتصفيات وتراجع الي المركز الرابع وبات مهددا بالخروج من التصفيات المؤهلة الي امم افريقيا وفي الوقت نفسه هدد اكثر من لاعب بإنهاء مسيرته الدولية وهناك من ابتعد عن اللعب مع المنتخب مثل ياسين الشيخاوي وكريم حجيوكان الانهيار الذي يعيشه المنتخب وقتها امتدادا للبداية التي جرت احداثها في امم افريقيا بأنجولا عام2010 عندما ودع المنتخب البطولة من الدور الاول. ومع قيام ثورة الياسمين تغيرت كل النظريات الكروية في تونس, واصبحت روح الثورة هي كلمة السر في كل النجاحات المدوية التي عرفتها نسور قرطاج المشوار بعد14 يناير2011 في الشهر التالي, نجح منتخب المحليين وهو منتخب يضم اسامة الدراجي ومجدي تراوي وزهير الداودي وخالد القربي ويوسف المكاسني اي الجيل الحالي في احراز لقب كأس الامم الافريقية للمحليين التي جرت منافساتها في السودان تحت قيادة سامي الطرابلسي الذي عاد من السودان ليجد قرارا في انتظاره بتعيينه مديرا فنيا للمنتخب الاول ونجح الطرابلسي في تحقيق معجزة انقاذ تونس من الخروج المبكر عقب حصده ل10 نقاط في4 مباريات متتالية ودون ان يتعرض لخسارة واحدة ليجد المنتخب التونسي نفسه حاصدا بطاقة التأهل الي كأس الامم الإفريقية وينجو من الدور الاول وخلال رحلة اعادة بناء منتخب تونس لإعداد جيل جديد قادر علي التأهل لكأس العالم, نجح الطرابلسي في اقناع عددا من اللاعبين بالعودة مجددا للعب برفقة المنتخب يتقدمهم ياسين الشيخاوي25 عاما نجم زيورخ السويسري وافضل لاعب محترف هناك, ونفس الامر بالنسبة الي كريم حجي المدافع والقائد المحترف في المانيا والذي تراجع هو الاخر عن الاعتزال الدولي, وقام المدير الفني بتخفيض متوسط الاعمار الي24 عاما بعد ان وصل ل30 عاما وماتعيشه تونس من طفرة علي صعيد المنتخب الاول, كان له انعكاس ايضا ايجابي, علي صعيد الاندية, فحقق فريق الترجي التونسي لقب دوري ابطال افريقيا وتأهل الي كأس العالم للاندية في العام الماضي تحت قيادة وطنية ايضا بطلها نبيل معلول المدير الفني السابق للفريق الذي عاد للعمل في مجال التحليل وهو زميل الطرابلسي في المنتخب التونسي كلاعبين في حقبة التسعينيات وكلاهما أثبت بعد ثورة الياسمين قدرة المدرب التونسي علي تحقيق الانجازات وصرف النظر عن التعاقد مع مدربين اجانب لم يقدموا اضافات حقيقية لنسور قرطاج في الاعوام الستة الماضية