أحدثت الوفاة المفاجئة للأديب الكبير إبراهيم أصلان أمس صدمة في الأوساط الأدبية والسينمائية انعكست واضحة علي الكلمات الحزينة التي نعاه بها زملاؤه وأصدقائه ومحبو أدبه. يقول الكاتب صنع الله إبراهيم وسط ذهوله دارت بيننا مكالمة طويلة وتواعدنا علي اللقاء صباحا بالمستشفي لكن القدر كان أسرع منا واستكمل بصعوبة: كانت لأصلان لغة جميلة في الكتابة وألتف حول أعماله عدد كبير من القراء وكنت أنا أحد قرائه حيث بدأت قراءة أعماله وأنا في السجن ورحيله خسارة كبيرة لمصر. وقال الناقد الدكتور صلاح قنصوة: كان الراحل شديد التميز بكتاباته وكان أسلوبه قريبا من السرد السينمائي وصاحب تلقائية شديدة في الكتابة تجبر القارئ علي الدخول بهدوء إلي المشهد السردي الذي يتحدث عنه وتكلم عن البسطاء في كل رواياته. أما الروائي إبراهيم عبد المجيد فقال: إنه كان صاحب رؤية بسيطة للحياة نتج عنها إنجاز أدبي ولغوي كبير وكان له مدرسة خاصة مجددة في عالم القصة القصيرة منذ بداية الستينيات وقال الدكتور زين عبد الهادي رئيس دار الكتب والوثائق: يؤلمني رحيله و انقطاع نهر كتاباته ولكني فخور لأنه شهد ثورة يناير وترك مصر في يد أبنائها.. كان الراحل داءوبا في عمله وكانت كتاباته شديدة البساطة والعمق للأسف مصر تفقد منذ عدة أشهر قامات كبيرة في مجال الرواية ولكن العوض في أعمالهم التي تركوها أرثا لقرائهم واستكمل عبد الهادي سوف تصدر دار الكتب قائمة بأعماله وكل ما كتب عنها وقد حان الوقت لصدور موسوعة أدباء مصر.. وقال الروائي فؤاد قنديل: بوفاة أصلان انطوت صفحة من صفحات الأدب العربي الحديث لأديب لم يكن ليختلف عليه أحد من المحيط إلي الخليج.. لقد تأثر أصلان بمدرسة همنجواي وهي مدرسة الكتابة المحايدة التي تصف ولا تنحاز, كتابة ناعمة تخلو من الصخب يكتب صاحبها وكأنه لا يكتب. قدم أصلان للمكتبة العربية خمس عشرة عملا أدبيا ما بين مجموعات قصصية و روايات كلها أتسمت بالعذوبة والبساطة وكان عالمة يتناول البسطاء في الأحياء الشعبية المختلفة الذين كان يشعر بهم وبمعاناتهم. وقال المخرج داوود عبد السيد: اهتم أصلان بالتفاصيل الدقيقة في أعماله وكأنه يمسك بكاميرا سينما ويصور ومن هنا استمتعت كثيرا وأنا أحول روايته مالك الحزين إلي فيلم الكيت كات واستكمل عبد السيد من قرأ مقالات أصلان يدرك جيدا أنه كان يكتب مشاهد ولقطات من الحياة ويتحدث عن البسطاء والمهمشين من الناس وكنا نعشق شخصياته ونشعر بأنها تتحرك أمامنا.. هو شديد الإنسانية وصاحب موهبة حقيقية وإنسان وصديق عزيز رحمه الله