يبدو أن سيناريو مأساة قرية أبوسمبل التي غرقت في مياه الري الخاصة بمشروع وادي النقرة منذ أيام, بسبب تعطل محطة الري رقم4 سوف يتكرر مرات عديدة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده محطات الري الاحدي عشرة علي ترعة المشروع الرئيسية والمنوط بها ضخ المياه بداية من محطة الطويسة التي ترفع المياه من النيل حتي الأراضي التي تبلغ مساحتها65 ألف فدان. وقد تعرضت محطة الطويسة الأم لسطو مسلح معتاد علي مخازن مهمات المحطة أمس, حيث قام أفراد العصابة بتقييد العاملين وسرقة محتويات المخزن من كابلات كهربائية, الأمر الذي دفع جميع العاملين بالمحطة لإعلان الاضراب لحين توفير الحماية الأمنية الكافية حرصا علي أرواحهم. وبرغم استمرار العمل في ضخ المياه بدون عمال, وكما يقول المهندس أحمد بشير مدير عام الري بأسوان, فإن الوضع لا يبشر بخير وينذر بتكرار ما حدث, لافتا الي أن العمال رفضوا العمل أمس, لأن أرواحهم باتت مهددة في ظل عدم وجود أي حراسة أمنية, مشيرا الي أن قدرة المحطة30 مترا مكعبا في الثانية وتغذي زمام35 ألف فدان. وقال إن الشهر قبل الماضي شهد أعمال سرقات للمحطات وتحديدا للكابلات وأبراج الضغط العالي من عصابات محترفة, وهو ما أدي الي توقف ضخ المياه لقري المشروع وكانت الزراعات مهددة بالتلف, كما نفقت المواشي وتعرضت حياة المنتفعين وأسرهم لخطر شديد. وأوضح مدير الري أن محافظ أسوان تدخل وقتها وتم الدفع بمولدات من الاسكندرية, وعادت المياه لطبيعتها في فترة إجازة عيد الأضحي, مؤكدا أن تعرض الكابلات والمحطات للهجوم المستمر من اللصوص لم يعد أمرا يحتمله المسئولون عن المحطات ولابد من توافر الحماية الأمنية المسلحة لهم, خاصة بعد إصابة أحدهم ونقله للمستشفي للعلاج. وقال أيمن فؤاد أحد قيادات مركز نصر النوبة الشعبية إن توقف عمل أي محطة ري علي طول الترعة الرئيسية من الممكن أن يؤدي الي تكرار ما حدث الأسبوع الماضي في قرية أبوسمبل, حيث سترتد المياه بسهولة لتغرق المساكن ذات المنسوب المنخفض, وطالب بضرورة عودة الأمن لمباشرة عمله علي الوجه الأكمل, لأن ما يحدث حاليا مهزلة تعرض المشروع والقري والمواطنين لخطورة شديدة. وأضاف أن المنتفعين بمشروع وادي النقرة عليهم أيضا الالتزام بالمشاركة في حماية هذه المحطات, لا أن يقفوا متفرجين دون أن يحموا ممتلكاتهم وأراضيهم وهذا في رأيي يحتاج الي تنسيق بين مديرية الأمن واللجان الشعبية. من جانبه, أكد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أنه لابد من الضرب بيد من حديد علي المخربين واللصوص ولابد أن تتحرك الأجهزة الأمنية وتوجد في هذه المنطقة لحماية المحطات من السرقة, وشدد علي ضرورة أن يكون هناك تنسيق بين الأمن واللجان الشعبية والمنتفعين بمشروع النقرة حتي تستقر الأمور وتعود الي طبيعتها.