خسرت البورصة المصرية أمس ما يقرب من1,4 مليار جنيه بسبب مبيعات المستثمرين العرب والأجانب التي دفعت كل مؤشرات البورصة إلي الهبوط لليوم الثاني هذا الأسبوع مسجلة انخفاضا قدره0,41% لمؤشر الأسهم القيادية ايجي إكس30 ونسبة0,74% لمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة إيجي إكس70 وانخفاضا وصل إلي0,67% لمؤشر ايجي اكس100 الأوسع نطاقا. من جانب آخر استمرت حالة الجدل حول الاتجاه البيعي الذي يتبعه المستثمرون الأجانب منذ حوالي عام خاصة منذ أن بدأت ثورات الربيع العربي في ديسمبر الماضي حيث اشار البنك المركزي إلي خروج ما يقرب من7,1 مليار دولار استثمارات أجنبية من البورصة في الفترة من يناير حتي يونيو2011 وذلك بسبب بيع الأجانب لما في حوزتهم من أوراق مالية خاصة أذون الخزانة المصرية التي أسفرت عن صافي مبيعات بلغ نحو6,1 مليار دولار. وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار ان اهتمام الأجانب بالسوق المصرية لايزال واضحا خاصة بعد إعلان مؤسسة مورجان ستانلي العالمية ابقاء البورصة المصرية ضمن مؤشرها للأسواق الناشئة وهو ما يعد خطوة كبيرة في اعادة انتعاش سوق الأوراق المالية ودليلا علي ثقة المؤسسات العالمية في البورصة المصرية بعد أن كان هناك تخوف من تراجع تصنيف البورصة المصرية إلي سوق واعد موضحا أن مبيعات الأجانب خلال عام2011 لها مبرراتها ليس فقط فيما يتعلق بتوتر الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد الثورة وانما ارتبطت أيضا بصورة أساسية بالأزمة المالية العالمية وهو ما تسبب في انسحاب الاستثمارات الأجنبية من عدة أسواق ناشئة وليس مصر فقط. وأضاف أن صافي مبيعات الأجانب خلال العام قياسا بصافي الاستثمارات الأجنبية خلال الأعوام الماضية إلي جانب نسبة مساهمتهم في رأس المال السوقي للبورصة تشير إلي أن معدلات التخارج تركزت غالبا في الأموال الساخنة وليس في الاستثمارات الأساسية مؤكدا أهمية دخول استثمارات جديدة إلي السوق حيث سينعكس هذا علي البورصة بصورة سريعة. وقال سيد عويضي خبير أوراق مالية إنه منذ بداية أحداث ثورة تونس اتخذ المستثمرون الأجانب في السوق المصري اتجاها بيعيا واضحا لتوقعهم حدوث ثورة مماثلة في مصر وهو ما أدي إلي تغيير المسار الصعودي في البورصة المصرية علي المدي المتوسط إلي مسار هابط وبعد اندلاع ثورة25 يناير ظل السوق المصري يتحرك في اتجاه عرضي علي المدي القصير في حدود800 نقطة صعودا وهبوطا وكان التفاؤل بإمكانية انهاء هذا الاتجاه العرضي والتحول إلي اتجاه صاعد, إلا أن الأحداث الاقتصادية العالمية غيرت الدفة نحو الهبوط ليتحول المسار إلي هابط علي كافة المستويات, كما هو الحال في البورصات العالمية الأخري الأمريكية والأوروبية التي تحولت هي الأخري إلي المسار الهابط. وأوضح عويضي أن المستثمرين الأجانب خفضوا في الأساس وجودهم في السوق المصرية نتيجة ضبابية المرحلة الانتقالية التي فشلت أن تضع مصر علي طريق سياسي واضح. وحول اداء الأجانب في جلسات الأسبوع الحالي أكد عويضي أن انخفاض حجم تعاملات الأجانب في السوق خلال الأيام الأخيرة يرجع إلي أن نهاية ديسمبر من كل عام تمثل فترة اجازات للأجانب بسبب اعياد رأس السنة وعيد الميلاد المجيد.