تعتبر منطقة وادي القمر بالإسكندرية من بين أكثر مناطق العالم تلوثا وذلك وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية مما ترتب عليه إصابة الآلاف من المواطنين بأمراض خطيرة كالتحجر الرئوي والربو وعلي مدي عشرات السنين أطلق أهالي المنطقة والبالغ عددهم أكثر من50 ألف نسمة العديد من الصرخات والمدوية تقديم مئات الشكاوي التي تتضمن تضررهم من الانبعاثات الأسمنتية والأتربة متناهية الصغر الصادرة من مصنع الأسمنت الذي تم انشاؤه عام1984 ولم تكن هناك أي استجابة من قبل المسئولين عن المصنع أو من محافظة الاسكندرية سوي تقديم الوعود فقط مما أدي إلي تفاقم المشكلة وزيادة معدلات التلوث عن الحد المسموح به عالميا وأيضا ارتفاع الحالات المرضية بين أهالي المنطقة من أطفال وشيوخ وقد قام المواطنون بتنظيم حملة لاغلاق المصنع الذي يعتبر السبب الرئيسي في إصابه ووفاة الآلاف منهم وذلك من خلال مسيرة شعبية حاشدة طافت المنطقة واستقرت أمام المصنع حيث قاموا برفع لافتات طالبوا خلالها بالحق في حياة كريمة بعيدا عن التلوث والأتربة.. مؤكدين أنه لا بديل عن نقل المصنع خارج الكتلة السكنية خاصة وإن هناك أحكاما قضائية ضد الشركة بسبب الانبعاثات من الأثربة والأدخنة الناتجة عن عملية الانتاج بالإضافة إلي صدور قرار من مجلس الشعب ووزير البيئة منذ عدة سنوات بإغلاق المصنع نظرا لخطورته علي البيئة والصحة العامة للمواطنين وقد قام أهالي منطقة وادي القمر باخطار المجلس العسكري ومسئولي المحافظة وايضا وزارة البيئة بضرورة إغلاق المصنع ونقله خارج الكتلة السكنية. يقول الدكتور أسامة الفولي محافظ الاسكندرية انه تم تشكيل لجنة من جهاز شئون البيئة التي قامت بزيارة المصنع والتي أكدت وجود المخالفات من انبعاثات الأتربة والأدخنة التي تحمل ذرات الأسمنت وزيادة نسبة التلوث عن الحد المسموح به عالميا وانتهي الأمر إلي توقف المصنع عن الانتاج لمدة15 يوما حتي تقوم الشركة بدراسة طلب المواطنين بنقل المصنع إلي منطقة آخري بعيدا عن الكتلة السكنية, بالاضافة إلي دراسة الحلول البديلة ومنها تركيب فلاتر حديثة ذات تقنية عالية تساعد علي الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة والصحة العامة والنزول بها إلي الحد المسموح به عالميا.