زووووم.. اصعد إلي أعلي موقع ممكن وحدد الهدف واضبط الشاتر علي أعلي السرعات..وانتظر حتي تحدث الكارثة..ثبت لقطة الحقيقة وخزنها, ثم عد أدراجك وانشر ما سجلته لأكبر عدد ممكن لتسجل بذلك تاريخا بالصورة. هكذا كانت الإجراءات التي اتبعها قبل أن يسلك طريق شارع قصر العيني متجها إلي ميدان التحرير, حيث الاشتباكات بين المعتصمين امام مجلس الوزراء وقوات من الشرطة العسكرية والأمن.. مشوار كانت نتيجته صورة صحفية يعتبرها الكثيرون أحد أهم اللقطات التي تمت خلال عام2011 إنه أحمد المصري المصور الصحفي بجريدة المصري اليوم, والذي التقط صورة الفتاة الشهيرة باشتباكات ميدان التحرير يوم السبت الماضي, يسرد تفاصيل هذه اللقطة عبر السطور التالية.. كنت في طريقي إلي ميدان التحرير من اتجاه شارع قصر العيني لألتقط صورا للأحداث والاشتباكات في شارع الشيخ ريحان, وبالفعل مع وصولي إلي هناك اقتربت إلي خط إلقاء الحجارة وقمت بتصوير ما يحدث أمام المجمع العلمي من قذف متبادل بين الطرفين وللحظة شعرت بأن شيئا ما سيحدث مع اقتراب قوات الجيش.. هكذا بدأ احمد حديثه. وعن اللقطة الشهيرة يقول المصري قررت أن ابتعد وأصعد إلي أحد الأماكن العالية القريبة من شارع الشيخ ريحان وميدان التحرير مع اقتراب قوات الجيش, وبالفعل لم أكد أصل إلي مكاني, حتي بدأ جنود وضباط الجيش يقتحمون بأعداد كبيرة, ففر المعتصمون إلي ميدان التحرير ولاحقتهم قوة الجنود. كان التعامل مع أي شخص يسقط غير مرتدي الزي العسكري به عنف مفرط جدا فالعساكر كانوا مش شايفين والضرب كان ب غل واضح. يستكمل أحمد بعد أن التقط انفاسه.. المهم ركبت العدسة ال70.200af وضبطت سرعة الشاتر غالق الكاميرا علي اعلي سرعة كي التقط أكثر من صورة في الثانية الواحدة.. ومع انتهائي من تحضير الكاميرا شاهدت إحدي الفتيات تسقط علي الأرض وقام الجنود والضباط بركلها وضربها ثم سحلوها علي الارض ومع هذا السحل انكشف جسدها.. كل ذلك حدث في ثوان قليلة جدا ولكن ناتج الصور التي وفقني الله في أن أوثقها كان كبيرا وجيدا, وبعد ذلك تركها الجنود ليأت شابان صغيران ويغطيانها ويحملانها عائدين إلي أحد المستشفيات الميدانية أو إحدي سيارات الاسعاف, واستكملت العمل ثم عدت مرة أخري للجريدة.