أكد وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد أن الوعي الثقافي, وإعلاء قيمة الإبداع والابتكار أمر متشعب يرتبط بالمجتمع ككل, وبالأفراد والمؤسسات معا, وأنه من الصعب أن يتحمل شخص بعينه تبعات التأخر الثقافي لدي الشعوب. وأن الشعب المصري يحتاج إلي ثورة داخلية علي الأخلاق السلبية والسلوكيات المتسببة في الفوضي وحالة الانفلات الأخلاقي. وعما تمر به مصر أوضح أن هناك جانبين, الأول ايجابي والآخر سلبي, والأمور الايجابية تتمثل في ثورة المجتمع المكبوت والمقموع, أو كما كانوا يقولون المغلوب علي أمره طوال ثلاثين عاما مضت هي فترة حكم الرئيس السابق مبارك, لقد ثاروا بعدما كانوا لا يستطيعون التحدث وبعد خوف وقهر واستبداد إلا أن إرادة الله جعلت هذا الشعب ينتفض ويتحرك ويتفاعل من أجل الرغبة في التنفس والعيش الكريم والإحساس بالأمان بدلا من الخوف الداخلي, وبالازدهار والنمو الاقتصادي بدلا من الفقر والاحتكار. أما الجوانب السلبية فتتمثل في المطالب الفئوية التي لا تتمهل, وفي حالة الفوضي الأخلاقية للأسف, والتي تحتاج من الشعب إلي ثورة داخلية لأن فاقد الشيء لا يعطيه, وعلينا أن نعلم جيدا أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. واعتبر في تصريحات صحفية أمس أن الايجابيات والسلبيات لا يتوازيان مع بعضهما, وهو ما تسبب في حالة الخلل, والاضطراب الحالي, وهو ما نسميه في علم النفس حالة من الفقدان المؤقت في الاتزان الوجداني الجمعي, ولكي يعود هذا المجتمع متزنا مرة أخري فلابد من الحوار والتشاور, والتركيز علي النظرة المستقبلية, بعيدا عن الماضي, وعن المصالح الشخصية, فالكثير من القوي تسعي لاقتسام غنائم الثورة, والاستيلاء علي السلطة. وأشار إلي أن الفترة منذ قيام ثورة25 يناير حتي الآن قصيرة جدا, لم تتجاوز العشرة أشهر, ومن الصعب أن نصدر حكما علي حركة الترجمة أو الكتب والمؤلفات فيها, ومن الطبيعي في اي ثورة أن يقل الإبداع والتطور, والأمر يحتاج إلي وقت حتي تعود تلك الحركات لسابق عهدها, وتنضج أكثر مما كانت.