استضاف مركز الجزيرة للفنون محاضرة للفنان السويسري أوريل أورلو والتي دعته بروهلفتسيا المؤسسة الثقافية السويسرية ليتحدث فيها عن مشروعه الزمن قصيره وطويله الذي يتم عرضه ضمن المعرض الجماعي هيدراركي بحور متقلبة وانتقالية بمركز الصورة المعاصرة منذ الجمعة الماضي جاءت محاضرة أورلو في افتتاح ورشة عمل الكتابة النقدية حول الفنون المعاصرة وهي الثالثة من نوعها ضمن سلسلة من العروض التي تدعمها بروهلفتسيا اهتمام الفنان أوريل اورلو بالزمن من جعله يتنقل بفنه بين الأحداث التاريخية المختلفة دون توقف كأنه معاصر لها, وآخر تلك الأحداث متعلقة بمصر, اذ يتناول معرضه الأخير حدثا سقط من ذاكرة التاريخ المعاصر وأراد أن يحييه مرة اخري بفنه, وهو بحث قام به عمايسمي بالأسطول الأصفر وهي السفن التي احتجزت بالممر الملاحي لقناة السويس بالبحيرات المرة, والتي صادف وجودها في الممر إندلاع حرب يونيو بين مصر وإسرائيل عام1967 وماتبعه من إغلاق للممر الملاحي للقناة, مما أدي لاحتجاز السفن الاربع عشرة لمدة ثماني سنوات حتي أعيد فتح الممر في1975. وأشار أرويل إلي انه اكتشف قصة الاسطول عندما كان يتصفح موقعا لأحد المهتمين بجمع الطوابع ووجد طابعا لايوجد عليه اي تعريف رسمي او بلد سوي صورة لسفينة ومكتوب عليها قناة السويس وكان طابعا لاحد البحارة, وقام أوريل بالبحث وراءه فاكتشف قصة الأسطول وتواصل مع شركات النقل البحري التي كانت لها سفن بالأسطول ومع البحارة, لكنه لم يستطع التوصل لشيء عبر هيئة قناة السويس, واستفاد من أرشيف جريدتي الأهرام والأخبار. وأكد أرويل ان بحثه جاء لأنه مهتم بتاريخ قناة السويس المرتبط بالخطوط الملاحية التي ارتبطت بدورها بفكرة الاستعمار, وهذا التاريخ جزء من الفكرة الأساسية التي يعمل عليها في مشاريعه الفنية والتي اطلق عليها النقطة العمياء أي مايحدث خارج الصورة التي نراها وله علاقة بمكان وزمان معين. ومن أبرز النقاط التي شغلت الفنان هي كيف عاش طاقم السفن لمدة8 سنوات في منطقة البحيرات المرة, لذا جاء لمصر أثناء بحثه وزار منطقة القناة ليستلهم الحدث من خلال المكان رغم تغير شكل المجري الملاحي والذي شبهه أوريل بالهلوسة التاريخية وجمع من البحارة الذين عثر عليهم في بلدانهم المختلفة الحكايات والصور الفتوغرافية. وعلي خلفية هذه الحكايات والصور يعرض أوريل في معرضه ماجمعه بخصوص الاسطول, مع اشارات لبعض الاحداث السياسية والفنية والإجتماعية المهمة والبارزة التي حدثت في فترة8 سنوات التي قضتها السفن في البحيرات المرة.