فرصة أخري أضعتها بعنادك صفق الباب خلفه ربما كي يطفئ ثورة تلك الكلمات, اليوم, الأمس, الغد.. نفس الكلمات دون جدوي.. صفعات جراحه تؤلمه كل يوم ماذا عساي أن أفعل؟. ترتد كلماته إليه دون جواب, قمره اللامع في أصبعه اليمني.. لحن صباحه يقيده, يلزمه بأكثر مما يحتمل.. عجزه يقاتله في كل يوم.. معركة مهزوم فيها قلبه. لماذا لاتفعل مثل الكثيرين منهم, هم... ومرة أخري ضاعت بقية عبارتها في موجة غضبه العالية, ذلك الشئ النابض بداخله يئن ثم يثور فيرفض شروطه.. يلعن تلك العصبة العمياء لدمي لاتفهم. دوامة فكره تجرفه.. يكاد يستسلم ولكن يعود الشئ نفسه ينبض من جديد, يريدها ويتمني الحياة بقلبها ولكن بنبضه. لم يستطع ان يقنع والديها واعتادت هي ان تجيبه بنظراتها الباكية وهي تودعه واقفة بشرفتها.. علي شاطئ عينيها يود ان يلقي بكل تحصيناته ولكن لايستطيع.. دائما تسانده وتري بمنظاره. يوما اخبرته بأنها لن تستطيع الصمود اكثر, شعر يومها بشرخ في قلبه قبل ان يمضي في طريقه نظر الي شرفتها.. رآها بعيدة خالية, لم تكن تودعه بتلك النظرة الباكية.. مضت اللحظات طويلة وقاسية, لمس قمره اللامع في اصبعه, لاول مرة يشعر به يضيق ويخنقه, أمسكه بين أنامله.. نظر من خلاله لم ير سوي غمامة سوداء تعتصر قلبه.. عاود النظر لشرفتها مرة اخيرة.. مضي في طريقه مسافرا في التلاشي تاركا قمرا صغيرا ينغمس ويتيه بين ذرات التراب. ولاء جمال يوسف سوهاج