سائق القطار الجديد المعين حديثا لقيادة القطار والمفعم بالرشاقة والشباب والحيوية المفتون بعضلاته المفتولة امتطي عربات القطار ودلف لمقصورته الرئيسية الموجودة بها محركات القطار القوية وآلات سحبه وجره. والتي تقع في مقدمة القطار وتسحب وتجر خلفها أكثر من ثمانين عربة تنقل وتقل الركاب القابعين فوق مقاعدهم داخل عرباته التي تجرها وتسحبها عربة المقدمة الرئيسية المربوط المعشق بها باقي العربات خلف بعضها بعض, بدأ قائد القطار الجديد المفتون بعضلاته ادارة محركات القطار تمهيدا لبداية رحلته اليوميه فوق قضبانه الحديدية المرصوصة المنصوبة فوق سطح الأرض علي مرمي البصر من بداية خط سيره لنهاية رحلته حتي محطة وصوله, استهل قائد القطار رحلته بسرعة قصوي مذهلة معتقدا أنها الحل الأنسب المتاح للوصول لنهايتها وتحقيق هدفه بالوصول لنهاية رحلته في أقل وقت ممكن مدفوعا بحماس الشباب الممزوج بطيشه في معظم الأحيان متناسيا وغائبا عن وعيه وإدراكه وجود الآلاف من ركاب القطار المكدسين داخل عرباته الطامع الطامح كل فرد منهم الوصول لمحطته بأمن وأمان واستقرار, سرعة القطار المذهلة جعلته يترنح فوق قضبانه الحديدية كلما اقترب القطار من مزلقان أو كوبري أو جسر أو منحني يتراقص ركاب القطار المترنح فوق قضبانه الحديدية علي نغمات سرعة قائد القطار الشاب الجديد المتولي حديثا قيادة القطار صيحات ركاب القطار وصرخاتهم تعلو داخل عرباته تكاد تمزقهم تفتك بهم وتحولهم لأشياء متناثرة داخل عربات قطار السكة الحديد, سرعة القطار المذهلة تعصف به تجعله يهتز بشدة فوق قضبانه الحديدية وكأن زلزالا مدمرا قد أحدق به وألم به, الغالبية العظمي الصامتة من ركاب القطار شعروا بالضيق من قائد القطار الجديد بدأوا التذمر عليه بسبب سرعته القصوي في قيادة القطار بدون خبرة أو وعي أو ادراك ودون أدني اعتبار لركاب القطار المكلف بنقلهم لمحطة وصولهم بأمن وأمان وأستقرار وبدون خسائر أو ضحايا, روح الغضب والعصيان بدأت تسود بين ركاب القطار من قائد القطار الشاب الجديد المفتون بشبابه وحيويته ودون أن ينهل من خبرة سائق القطار القديم القائد له لمدة ثلاثين عاما قضاها في قيادة القطار بهدوء واتزان وحكمة وبدون عصبية أو غضب أو نرفزة شاغله الرئيسي الوصول بركاب القطار كل فرد منهم لمحطة وصوله في أمان وأمن واستقرار بدون خسائر أو ضحايا وبدون صراعات واختلافات ومعارك لاعتلاء كرسي قيادة القطار..................... نادر المغيني القاهرة