سيوة.. أشهر واحة مصرية عالمية يفد إليها السائحون من جميع بقاع العالم للاستمتاع بجوها الرائع وبيئتها النظيفة الخالية من التلوث.. تتعرض للغرق في مياه الصرف الزراعي نظرا لارتفاع منسوب المياه بالواحة. رغم وجود مشروعات وخطط منذ عشرات السنين لعلاج هذه المشكلة.. إلا أن كل تلك المشروعات توقفت بلا أسباب أو مبررات.. ومازالت تلك الواحة العالمية تنتظر من المسئولين بالدولة أن يضعوها علي خريطة التطوير وأن تتم معالجة مشكلة الصرف الزراعي بها. وقد تم منذ ما يزيد علي15 عاما البدء في تنفيذ مشروع متكامل لإنقاذ الواحة من الغرق في مياه الصرف الزراعي, ولكن للاسف الشديد المشروع يمشي بخطا السلحفاة ويحتاج إلي اعتمادات مالية حتي ينقذ الواحة من خطر داهم يهددها. وأكدت الدراسات التي قام بها خبراء الصرف والمياه الجوفية المصريون أن ارتفاع منسوب الماء الارضي في سيوة يعود إلي عدم كفاءة وفاعلية شبكة الصرف الزراعي بالواحة والتي تعاني من عدم انتظامها وكثرة المنحنيات بها وكثرة التعديات من الاهالي عليها سواء بالزراعة أو البناء, بالإضافة إلي وجود أكثر من200 عين طبيعية وأكثر من500 بئر من الآبار السطحية التي حفرها الاهالي يدويا أو ميكانيكيا لاستغلالها في عمليات استصلاح الاراضي وهذه الآبار والعيون تتدفق مياهها إلي سطح التربة24 ساعة يوميا مما يؤدي إلي ارتفاع منسوب الماء الارضي بالواحة وزيادة مساحات بحيرات الصرف الكبري وهي الاماكن الطبيعية الوحيدة لتصريف المياه في الواحة. وقد تم وضع تخطيط متكامل لحل مشكلة ارتفاع منسوب الماء الارضي بواحة سيوة في عهد وزير الري الاسبق المهندس عبدالهادي راضي عام1996, ويقوم هذا التخطيط علي تقسيم واحة سيوة إلي قطاعات منفصلة تشمل مدينة سيوة والكاف والمراقي وخميسه وبهي الدين وقريشت وأبوشروق, وقد تم البدء بقطاع منطقة سيوة الذي يعد أكثر المناطق تضررا نظرا لانخفاض الاراضي وارتفاع مناسيب المياه الارضية حتي وصلت في بعض الاماكن إلي40 سنتيمترا تحت سطح الارض. وقد قام محافظ مطروح السيد طه محمد السيد بزيارة لواحة سيوة استمع فيها لشكاوي أهالي الواحة من الصرف الزراعي ووعد بنقل تلك المشكلة بصفة عاجلة إلي مجلس الوزراء لسرعة حل تلك المشكلة المزمنة خاصة وأن الواحة تشهد حاليا نهضة سياحية كبري, بالإضافة إلي مشروعات استثمارية صديقة للبيئة. وأكد سمير بلال رئيس مركز ومدينة سيوة أنه تم من خلال مشروع وزارة الري غلق90 بئرا عشوائية من الآبار التي تتدفق منها المياه بدون ضوابط وباق حاليا نحو520 بئرا عشوائية تتدفق منها المياه ليلا ونهارا مما تتسبب في زيادة ارتفاع منسوب الماء الارضي بالواحة. وأشار إلي أن المحافظ قرر خلال زيارته للواحة إعداد مذكرة عاجلة لوزارة الري لتشغيل محطتي خفض منسوب الري بالواحة من منطقتي وقريشت وهما تم تمويلهما من مشروع برنامج الغذاء العالمي وذلك نظرا لعدم تشغيل المحطتين منذ سنوات مما يهدد بتعرض الآلات والمعدات بتلك المحطات للصدأ.