نيويورك أ ش أ: قال الكاتب الصحفي الامريكي الشهير توماس فريدمان في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز أمس الاحد إنه في عام2001 صدر كتاب عن عمل جورج ميتشل الدبلوماسي في ايرلندا الشمالية بعنوان فليذهب المستقبل إلي الجحيم.. دعونا نعود إلي الماضي وقال إنه يأمل ألا يطبق ما جاء في هذا الكتاب علي الصحوات الحالية في العالم العربي لكنه قال إنه بمتابعة الاحداث يصعب علي المرء ألا يسأل.. هل سيتغلب الماضي علي المستقبل في العالم العربي أم أن المستقبل هو من سيتغلب علي الماضي؟ وأعرب فريدمان عن دهشته من شجاعة الشباب في سوريا الذين يحاولون التخلص من استبداد عائلة الاسد, مشيرا إلي أن حقيقة خروجهم إلي الشوارع وهم يعلمون أنهم سيواجهون قوات امنية لن تتردد في فتح النار عليهم تكشف عن امل عميق لدي الشباب العربي في التحرر من انظمة كتمت منذ زمن بعيد اصواتهم ومنعتهم من استغلال قدراتهم وامكاناتهم الكامنة بشكل كامل. ومضي فريدمان يقول إنه يشعر بالقلق من انه كلما طال القتال في سوريا ضعف احتمال بزوغ نظام ديمقراطي ومستقر زاد احتمال انزلاق سوريا نحو حرب اهلية. وقال فريدمان إن الثورات في تونس وليبيا اصابت الحياة بالشلل في حين احدثت انفجارا في سوريا, لان سوريا هي حجر الاساس في الشرق فهي تتاخم وتشكل رمانة الميزان لعدد من الدول والطوائف والعرقيات وإذا نشبت الحرب الاهلية هناك فسوف تصل نيرانها جميع دول الجوار وسوف تتنازعها الفصائل المختلفة السنة العلويون والاكراد والدروز والمسيحيون والموالون لايران والموالون لحزب الله والموالون للفلسطينيين كل ذلك من اجل استمالة سوريا إلي صفهم. وقال فريدمان إن تركيا ولبنان وحزب الله والعراق وحماس والاردن واسرائيل لديهم مصالح حيوية تجاه من سيحكم دمشق وسوف يسعون جميعا إلي إيجاد طرق للتواصل مع الاطراف داخل سوريا من أجل صياغة الأحداث هناك وسوف تتحول سوريا إلي ساحة عراك كبيرة علي غرار لبنان.