شهدت ساحة ميدان مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية أمس تجمع عدة آلاف من مختلف القوي السياسية والوطنية وائتلافات الثورة والحركات الشبابية الثورية, في ظل غياب التيارات الدينية وعلي رأسهم الإخوان. والجماعة السلفية واللافت للنظر ظهور حركات شبابية جديدة تحت أسماء مختلفة أبرزها حركة كلنا بهاء السنوسي الذي لقي مصرعه في المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام مديرية الأمن بسموحة. وقد سيطر علي المشهد السياسي بالمظاهرات اختلاف في وجهات النظر ما بين مؤيد للمجلس العسكري في البقاء لحين إجراء الانتخابات وتسلم السلطة في يونيو المقبل وما بين معارضين مطالبين برحيله الآن وتسلم السلطة لمجلس رئاسي مكون من شخصيات عامة تتسم بالسمعة الطيبة والكفاءة في إدارة البلاد في حين اختلف المتظاهرون حول القيام بمسيرة إلي المنطقة الشمالية العسكرية لتقديم المطالب, وفي حالة عدم الاستجابة يتم تحريك مسيرات يومية بجميع شوارع ومناطق المدينة. ويري البعض الآخر التوجه بالمسيرة إلي ميدان تحرير الإسكندرية ميدان فيكتور عمانويل القريب من مديرية الأمن وإقامة اعتصام مفتوح لحين الاستجابة للمطالب. وقد ركز الشيخ أحمد المحلاوي في خطبة الجمعة علي حث المواطنين للذهاب إلي صناديق الانتخابات واختيار المرشح الذي يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار, مؤكدا أن البعض يسعي إلي تعطيل الانتخابات للبقاء في السلطة. وقال المحلاوي إن بإمكان الجميع أن يصنع مستقبل لمصر ويجعلوها في المقدمة من خلال حسن اختيار المرشحين, مشيرا إلي أن هناك محاولات يائسة من أمريكا وإسرائيل والنظام السابق الذي يشعر بأنه إذا تم اختيار مجلس شعب فعلي يشارك في التشريع, فإن هذا النظام سوف يحاسب حسابا حقيقيا, مشيرا إلي أن هناك آخرين لا يريدون للتيار الإسلامي أن يشارك في التشريع. وحذر المحلاوي من توجيه الأصوات الانتخابية لمن لا يستحقها, مطالبا باختيار الشرفاء والأقوياء الذين يحققون لمصر الرفعة, وأنه يجب أن نأخذ الأمر بأيدينا. في حين قال الناشط رمضان عبدالحافظ منسق عام اتحاد القوي السياسية الذي يضم20 ائتلافا وحركة شبابية ومعه سعيد عبدالرازق نائب رئيس الاتحاد, أنهم أصدروا بيانا مطالبين فيه بإقالة المجلس العسكري لحمايته للفلول واستفزازه للشعب, وتأجيل الانتخابات, ومحاكمة المخلوع وقتلة الشهداء, ويرون أن حالة عدم الاستقرار والانفلات الأمني وازدياد البلطجة والتواطؤ في المحاكمات ووثيقة السلمي وغيرها من الأمور التي استفزت الشعب المصري من صنع المجلس العسكري, موجهين اللوم إلي الإخوان المسلمين والسلفيين لعدم مشاركتهم مع الثوار في جمعة الفرصة الأخيرة, وقد قرروا الذهاب بالمسيرة إلي ميدان تحرير الإسكندرية الجديد بسموحة, والاعتصام به لحين تنفيذ المطالب حتي لو فقدوا كل دقيقة شهيدا, ورفع اللافتات والأصوات التي تدعو إلي رحيل المشير والمجلس العسكري, وقد ندد بعض المتظاهرين بالمرشحين الذين مازالوا يديرون حملاتهم الانتخابية في ظل الأحداث التي كادت تعصف بمصر وشعبها.