اتفق صحفيون وخبراء علي ضرورة ألا تتحدث الصحف القومية باسم جهة بعينها وان تكون نبراسا للشعب وأن تنقل الواقع والحقائق بشفافية وأكدوا ان هذا اهم ما تحتاجه الصحف القومية في المراحل الانتقالية حتي تحظي بثقة الرأي العام علاوة علي ضرورة تطبيق الرقابة الداخلية علي الاصول داخل المؤسسات الصحفية الي جانب الرقابة الخارجية. جاء ذلك خلال الندوة الدولية التي عقدت بجريدة الأهرام مساء أمس بالتعاون مع مركز معلومات الاممالمتحدةبالقاهرة ومكتب اليونسكو بالقاهرة بحضور صحفيين مصريين وأجانب الي جانب عدد من ممثلي سفارة ألمانيا والسويد بالقاهرة. وقال عبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام إن مصر تشهد مرحلة غاية في الأهمية والخطورة منذ اندلاع ثورة25 يناير حيث يشهد المجتمع تحولات فكرية وعملية في سبيل الارتقاء بمصر, مشيرا إلي أن الإعلام المصري مطروحة عليه تساؤلات عديدة حول كيفية اسهامه في العملية النهضوية للمجتمع المصري في المرحلة القادمة وسط تغيرات سياسية واعلامية عديدة. وأوضح أن الصحف القومية تتعرض لمنافسة شرسة في هذه الآونة ليس فقط من قبل الصحف القومية الأخري, ولكن الحزبية والمستقلة والقنوات التليفزيونية المختلفة والاعلام الجديد الذي يمثل منافسا قويا للصحافة المقروءة, وأشار إلي أنه لمواجهة هذه التحديات ينبغي ان تتسم الصحف بالمهنية العالية وان تكون المؤسسات قوية. وأكد أن تطوير الصحافة وحريتها يبدأ من اصلاح أوضاعها المالية والاقتصادية لافتا إلي أن الإدارة الرشيدة للصحف هي العنصر المهم في المرحلة الحالية وان تحقيق التمويل الذاتي لانشطتها يضمن لها أداء رسالتها الاعلامية المطلوبة منها. وقال إن هناك سوء استخدام للموارد المتاحة للمؤسسات الصحفية سواء بعدم استخدام الاصول بشكل صحيح او عدم استخدام الطاقة الانتاجية الكاملة. وأشار الي وجود اختلال بين الانفاق والايرادات وان هناك زيادة مستمرة في النفقات لا تقابلها زيادة في الايرادات. وأشار إلي أن أحد التحديات التي تواجه الصحف القومية ان قانون سلطة الصحافة لا يتيح القدرة علي المتابعة والمساءلة حتي في المواد الخاصة بنشر ميزانيات الصحف. وأن هناك تحديا آخر يتعلق بعدم وجود سياسات واضحة للدخول مما يؤدي لتفاوت اجور العاملين بالمؤسسات القومية. أضاف الجبالي أن غياب نظام الرقابة الداخلية يجعلنا لا نعرف اوجه الخلل والقصور التي تضمن حماية أصول المؤسسات الصحفية. ومن ثم والكلام للجبالي فنحن بحاجة لتعديل اللائحة النموذجية للمؤسسات القومية وتعديل هيكل الاجور, وشدد علي انه بدون الاصلاح الاداري للمؤسسات القومية لن نستطيع التقدم ولن تقوي علي المنافسة. من جانبه قال عبد العظيم حماد رئيس تحرير جريدة الاهرام ان الصحافة القومية كانت تواجه تحديا من الصحف المستقلة قبل اندلاع الثورة ولم تستطع الصحف القومية في الوقت المناسب ان تحشد كل طاقاتها بالاعتماد علي المهنية لمواجهة هذا التحدي وان الظروف السياسية كانت ضاغطة علي المجتمع. وحول مستقبل الصحافة القومية في المرحلة الانتقالية الحالية قال حماد إن الصحافة تحكمها قوانين كثيرة ربما تتعارض مع بعضها فهي تخضع لقانون الشركات في الارباح التجارية وهي في نفس الوقت مملوكة ملكية عامة, كما انها تخضع لقانون عقد العمل الفردي وقانون العقوبات وكل منها يكيف الصحافة القومية بشكل مختلف عن الاخر. وقال حماد إن مسألة ملكية الصحف القومية ليس لها أولوية الآن وأرجع ذلك الي أن هناك أولوية لموضوع الانتخابات ووضع دستور والانتقال لسلطة مدنية منتخبة, مشيرا الي ان استبقاء مجلس الشوري باعتباره المالك السابق يعني انها صيغة سوف تستمر علي الاقل في المرحلة الاولي التالية للمرحلة الانتقالية وأشار حماد الي وجود مشكلات تواجه الصحف بشكل عام وهي أن نسبة عدد القراء الي عدد السكان نسبة ضعيفة جدا لا تليق بمصر, كما ان هناك تركزا للصحف القومية والحزبية والمستقلة في القاهرة ولا تعرف مصر صحافة خارج القاهرة.