مع انتشار القمامة في مختلف أحياء الإسماعلية زادت أعداد الغربان التي تتغذي علي فضلات الطعام واللحوم النافقة وأصبحت تمثل كابوسا مرعبا لأبناء المحافظة الذين يتخوفون من نقلها للأمراض الخطيرة ومنها إنفلونزا الطيور مع حلول فصل الشتاء. حيث لم تفلح حملات القائمين علي قطاع الزراعة في مكافحتها. وقال جمال عوض الله موظف إنه يسكن بجوار معسكر القرش ويعاني بشكل غير طبيعي من وجود الغربان التي تأتي عن طريق الحاويات المارة للمجري الملاحي بهيئة قناة السويس وتتمركز في المنطقة التي نقطن بها وتأكل من الفضلات الموجودة في القمامة المنتشرة حولنا ونخشي الضرر الناتج عنها من أمراض خطيرة تضر بصحة المواطنين ولابد من وضع حد لانتشارها. ويضيف عبدالسلام أحمد مهندس يقيم بمساكن المنطقة رقم6 انه يشاهد الغربان داخل حرم مستشفي هيئة قناة السويس الذي يتناول الفضلات الناتجة عن تلك المنشأة الطبية وهو أمر في غاية الخطورة ويستوجب ايجاد الحلول العاجلة كما أن الطائر يتكاثر أعلي فروع أشجار الكافور والمانجو التي تعد مكانا لإيوا'ئه. ويشير سعد حسن محاسب إلي أن الغربان تأتي من محافظة السويس مصاحبة السفن العابرة. حيث تتغذي علي المخلفات التي تلقيها في عرض البحر وعندما تصل للإسماعيلية تجد الأرض المليئة بالأشجار تستقر أعلي أغصانها والملاحظ أن الشريط المحاذي للمجري الملاحي للقناة في نطاق المحافظة يعيش داخله الغراب بأعداد كبيرة وتنطلق من هذه الأماكن صوب الأحياء المختلفة للإسماعلية ونظرا لغياب حملات النظافة تتجمع الغربان في مقالب القمامة ونراها أمام أعيننا. وتوضح ناهد عبدالظاهر ربة منزل طائر الغراب يحوم أعلي سطح منزلها الخاص ويقف علي حوافه ويترك فضلاته التي تحوي السموم قائلة: أقوم بحملات نظافة يومية لكن سرعان ما تعود إلينا أسراب الغربان التي تبحث عن طعامها داخل صناديق القمامة المليئة بالأكياس السوداء وتفتش عن طعامها من المخلفات المتنوعة وهذه الظاهرة لم تكن موجودة في الإسماعيلية منذ عشر سنوات, والسؤال الذي أطرحه علي المسئولين أين الحملات التي كنتم تنظمونها في أوقات مختلفة علي مدار العام. ويؤكد عبدالقادر عثمان طبيب بشري أن الغربان تأتي في موسم هجرة الطيور في فصل الخريف الحالي من الدول الأوروبية مثلها مثل غيرها من أنواع أخري لكن تبقي خطورتها علي الصحة العامة للإنسان قائمة نظرا لأنها الوسيط في نقل إنفلونزا الطيور هذا الفيروس المعدي والغربان إذا كانت الفائدة منها أنها تقضي علي القوارض إلا أن ضررها أكثر من نفعها. ويتابع مصطفي حملي تاجر ان رؤساء الوحدات المحلية لابد أن ينفذوا حملات النظافة اليومية لأنها الأهم في محاربة أسراب الغربان التي امتلأت بها الإسماعلية في الوقت الراهن مع تقليم الأشجار في الشوارع والميادين حتي يختفي طائر الغراب الذي يعد نذير شؤم للمصريين لا يتفائلون به فضلا عن أنه مدمر لصحتهم لاسيما وأننا مقبلون علي فصل الشتاء وإنفلونزا الطيور لا ترحم أحد بخلاف ما ينتج عنه من أمراض بكتيرية أخري تؤدي للإسهال والتسمم علي حد سواء. من جانبه نفي المهندس محمد تميم مدير عام الزراعة بالإسماعيلية وجود أي تقصير من جانب إدارة مكافحة القوارض لديه التي أخذت علي عاتقها منذ عام2001 التنسيق مع مديريتي الصحة والطب البيطري وكلية الزراعة جامعة قناة السويس في عمل حملات مستديمة للقضاء علي الغربان حتي إنه تم تشكيل جهاز خاص بها يدعم ماليا من قبل المحافظة لكن حاليا نحتاج لموارد مالية قد لا تتوافر ونسعي جاهدين لإطلاع المحافظ علي ضرورة إعادة تلك الحملات المشتركة بانتظام للقضاء نهائيا علي طائر الغراب ومحاربته اينما وجد.