أنظر.. أترقب.. قلبي يمتلئ خوفا.. في كل مرة التقي بالآخرين.. أنظر.. أترقب.. قلبي يمتلئ خوفا.. كيف سيلقاني الآخرون؟.. كيف أبدو أمامهم.. كيف ينظر إلي كل منهم؟.. هل أنا كما تصوروني؟.. هل أنا ذلك الشخص الذي رسموا له صورة وعاشوا معها وتعاملوا معها في خيالهم.. ومن خلال أدواري التي قدمتها علي الشاشة؟.. هل أنا ذلك الممثل الذي أحبوه.. أو.. الذي كرهوه أو الذي لم يترك فيهم أثرا؟ *.. هل أنا الذي ينتظر لقاءه الجميع.. أم الذي يبعد عن رؤيته الجميع؟.. انظر في عيونهم.. أترقب.. قلبي يمتلئ رعبا.. وخوفا.. امتحان.. دائما.. أنا في امتحان.. أمام الكاميرا.. هل سأتعامل معها بحب..؟ هل سأقف أمام زميلي الآخر بقدرة؟ هل سأقدر علي المنافسة؟! هل سأهزم أدواري أم أدواري هي التي ستهزمني؟! امتحان دائم.. امتحان وأنا أقرأ السيناريو.. هل الشخصية التي أقرؤها ستضيف لي شيئا؟ هل ستقف بجواري أدواري الأخري أم ستتواري إلي النسيان؟! امتحان.. دائما في امتحان..!! وأنا أتعامل مع مخرج جديد.. أنظر.. أترقب.. قلبي يمتليء خوف.. هل سنصل إلي تفاهم تام؟!.. هل سيكشف ما في أعماقي من إبداع؟. هل سنتعاون معا في إضافة جديدة؟.. امتحان.. دائما امتحان..!! وأنا أمام المرآة.. أنظر.. أترقب.. قلبي يمتليء رعبا.. هل هذا هو الشكل المراد؟! هل هذه الملابس هي ملابسي الشخصية التي سأقدمها ويراها الجمهور؟! امتحان دائما في امتحان.. فيلم يعرض لي علي الشاشة.. أنظر.. أترقب قلبي يمتلئ شوقا.. كيف سيلقاه الجمهور؟.. هل ينجح الفيلم.. هل يسقط؟! أنا الآن أمام لجنة من الجماهير.. امتحان.. دائما امتحان..!! وصمت صديقي النجم.. ونظر إلي.. ووجدني أترقب.. فقال بصوت هامس: حياتي كلها امتحان.. وقلبي يمتليء خوفا.. الآن.. كيف ستستقبل هذا الكلام؟! قلت له.. أستقبله من نجم كبير.. يخاف علي نجوميته.. وتاريخه.. إن الذي تعانيه هو حصيلة مشوارك الفني الذي جعلك نجما.. حياتك كلها امتحان.. وقلبك يمتليء رعبا وخوفا علي نجوميتك التي تريد لها البقاء.. وحب الجماهير التي ساعدتك علي أن تكونها.. والآن يا صديقي النجم كيف تستقبل هذا الكلام؟! صوت مساعد المخرج.. جاهزين يا أستاذ.. وبلا كلام وجدته يقف في وسط الحجرة.. وينظر في المرآة.. ثم استدار في طريقه إلي البلاتوه.. ورأيته.. يمشي ملكا.. إلي مملكته الفنية.. بحب الخطوات وبكبرياء المبدعين.. ليصور مشهدا من فيلمه الجديد..!!