الدوحة وكالات الانباء: ذكر الصحفي والمحلل ستيفين وولت أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد الأمريكية في مقال له بمجلة فورين بوليسي أنه طالما رددت بعض النخب الأمريكية طوال قرنين مقولة الاستثنائية/التفرد الأمريكي, فوصفوا الولاياتالمتحدة بأوصاف شتي: إمبراطورية الحريات, المنارة المضيئة, ملاذ البشرية الآمن, رائدة العالم الحر, الأمة الضرورة إلخ. ونقلت الجزيرة عنه قوله أن هذه الطقوس الشوفينية ربما تفسر نزوع جميع مرشحي الرئاسة إلي استلهام كل ما يعكس إيمانهم بهذه المقولات بمن فيهم الرئيس باراك أوباما الذي يؤمن بالتفرد الأمريكي, لكنه في نهاية المطاف تفرد لا يختلف عن التفرد البريطاني و التفرد اليوناني وكل التفردات التي تصبغها بلدان أخري علي نفسها. وجه الخطأ في الصورة المتخيلة لدور الولايات في العالم هو أنها في الغالب مجرد أسطورة. وأضاف ستيفن وولت أن معظم مقولات الاستئنائية الأمريكية تنطلق من افتراض بأن منظومة قيم الولاياتالمتحدة ونظامها السياسي وتاريخها, فريدة من نوعها وتستحق أن تحوز إعجاب العالم. وكلها تستبطن أيضا قناعة ضمنية بأن الولاياتالمتحدة جديرة بأن تلعب دورا متميزا وإيجابيا علي المسرح الدولي. وأوضح أن وجه الخطأ في هذه الصورة المتخيلة لدور الولاياتالمتحدة في العالم هو أنها في الغالب مجرد أسطورة. صحيح أن أمريكا تمتلك صفات فريدة, كشيوع التدين وتقديس الحرية الفردية, إلا أن هذا الدور تمليه في المقام الأول القدرة النسبية لأمريكا والطبيعة التنافسية المتأصلة في السياسة الدولية. إن تركيز الأمريكيين علي تفردهم المفترضة يعميهم عن إدراك أنهم في الحقيقة كالآخرين. وقال أن هذه العقيدة الراسخة بالتفرد الأمريكي تجعل من الصعب علي الأمريكيين أن يدركوا سبب ضعف حماسة الآخرين لهيمنة الولاياتالمتحدة وقلقهم من سياساتها وكرههم لما يعتبرونه نفاقا أميركيا سواء كان الأمر متعلقا بحيازة الأسلحة النووية أو احترام القانون الدولي أو نزوعها لإدانة سلوك الآخرين دون أن تدرك إخفاقاتها.