بدأت مصر تحركا عاجلا علي المستويين الرسمي والشعبي لمحاصرة ولملمة جراح أحداث ماسبيرو الدامية, وتداعياتها التي أوجدت وراءها المزيد من الخسائر المادية والبشرية, علاوة علي تعميق وإشعال نار الفتنة بين شطري الأمة. وتمثل التحرك في عدد من الإجراءات والقرارات في مقدمتها تشكيل لجنة تقصي الحقائق للوقوف علي ما جري من أحداث راح ضحيتها25 شخصا و329 مصابا وعلي ان تبدأ عملها فورا وفتح باب التحقيق لدراسة اسباب هذه الأحداث, وتقديم كل من يثبت خروجه عن سلمية التظاهرة للعدالة. كما تضمنت قرارات مجلس الوزراء في اجتماعه الطارئ امس عرض مشروع قانون لتقنين أوضاع دور العبادة القائمة وغير المرخصة علي اللجنة التشريعية بمجلس الوزراء وتكليف لجنة العدالة الوطنية بسرعة الانتهاء من الحوار المجتمعي بشأن قانون دور العبادة الموحد, وعلي ان يتم اقراره بمجلس الوزراء خلال اسبوعين, وتغليظ عقوبات التمييز الديني بحيث تصل الي الحبس لمدة3 أشهر وغرامة100 ألف جنيه. وناقش المجلس العسكري في اجتماعه برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي تطورات الأحداث, حيث حذر من أي محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب ومن اثارها الخطيرة علي الأمن القومي بينما طالب بيت العائلة في اجتماعه أمس برئاسة شيخ الأزهر د.أحمد الطيب باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز مبدأ المواطنة للمصريين جميعا. و أكد المجمع المقدس برئاسة البابا شنودة ان غرباء اندسوا علي مسيرة الأقباط وارتكبوا هذه الجرائم التي لصقت بالمسيحيين وأكد المستشار محمد عبدالعزيز الجندي وزير العدل أن لجنة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها من3 مستشارين ستبدأ اليوم من ماريناب موقع الشرارة الاولي لاندلاع الاحداث وقال الوزير: في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي انه كلف اللجنة بإعداد تقرير شامل حول ملابسات الأحداث ودوافعها وتحديد المتسببين, مشيرا الي ان النيابة العسكرية بدأت تحقيقاتها امس. وقد قررت النيابة العسكرية حبس21 متهما تم القبض عليهم علي خلفية الأحداث مساء أمس الأول, حيث وجهت لهم عدة اتهامات ابرزها التعدي علي القوات المسلحة مما أدي الي وفاة3 جنود واصابة العشرات باستخدام أسلحة بيضاء ونارية الي جانب تخريب معدات مملوكة للجيش وإتلاف منشآت عامة, وشملت قائمة المتهمين19 مسيحيا ومسلمين. كما انتهت لجنة الطب الشرعي من تشريح الجثث بالمستشفي القبطي بعد توقيع اقاربهم من الدرجة الأولي علي اقرارات بالتشريح وبلغ عدد الجثث17 جثة. وتواصلت فيه ردود الفعل الغاضبة والمنددة بالأحداث حيث نظم آلاف الأقباط والمسلمين مظاهرة مساء أمس أمام المستشفي القبطي برمسيس نددوا فيها بالمؤامرة الخبيثة التي نالت من مصر وشعبها. وطالب المتظاهرون بسرعة تقديم الجناة الي المحاكمة العادلة لأخذ جزاء فعلهم الآثم وكذلك سرعة إصدار قانون دور العبادة الموحد, والتصدي لأية محاولات للتدخل في شئون مصر الداخلية, وأجمعوا علي أهمية درء نار الفتنة الطائفية أيا كان مشعلها واسترجاع روح ثورة25 يناير والوقوف صفا واحدا لاستكمال تحقيق اهداف الثورة التي ضحي من اجلها مئات المواطنين. في غضون ذلك عقد الاتحاد النوعي للجمعيات الأهلية بحضور30 قيادة مجتمعية اجتماعا تمهيديا لمؤتمر موسع اليوم تشارك فيه جميع القيادات الإسلامية والمسيحية والقبائل تحت عنوان أسوان للجميع. كما ينظم منتدي حوار الثقافات بالهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية مساء اليوم مائدة مستديرة بعنوان معا ضد التوتر الطائفي يشارك فيها نخبة من قادة الفكر والرأي والسياسة الي جانب العديد من القيادات الدينية.