تأتي الذكري ال38 لنصر السادس من اكتوبر عام1973 بعد شهور من ثورة25 يناير فإن المصريين يعولون كثيرا علي استلهام روح العبور العظيم لتجاوز الأزمات المالية الحالية والنظر الي المستقبل بخطي ثابتة وواثقة فتلك الذكري الغالية والتي ستظل في التاريخ الوطني والعسكري مبعث اعتزازالشعب المصري وقواته ا لمسلحة ما كانت لتتحقق لولا الإيمان بالله ثم الثقة بالنفس والقدرة علي تجاوز الصعاب مهما تكن ولعل الوثائق السرية التي تسربت في العامين الأخيرين من هيئة الاركان الاسرائيلية ترجح صحة ما سبق بل وتدعم ايضا ما ذهب اليه كثيرون حول أن ما حققه خير أجناد الأرض في حرب اكتوبر كان معجزة. وبعد ان تحقق النصر يدور حديث ساخن حاليا حول الوضع في سيناء من الناحية الامنية ومدي الالتزام باتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية خاصة بعد الحوادث الاخيرة وحالة الانفلات الامني التي شهدتها سيناء عقب ثورة25 يناير. والان تمر ذكري النصر لنستمد منها عزما وتصميما علي المضي في مسيرتنا ونستلهم منها الثقة في قدراتنا علي مواجهة تحديات الداخل والخارج لتظهر عدة تساؤلات منها: هل تقبل اسرائيل بزيادة القوات المصرية في سيناء ولماذا؟ وما هي السيناريوهات المطروحة لتوزيع القوات؟ ومن المستفيد من تعديل الملحق الامني؟ وهل تعوق اسرائيل مشروعات التنمية الاقتصادية وماذا تحقق علي ارض الواقع؟ في البداية يقول اللواء أ.ح عبدالمنعم كاطو بطل حرب اكتوبر والخبير الاستراتيجي ان معاهدة السلام التي وقعت بين مصر واسرائيل لم تكن بإرادة منفردة للبلدين ولكنها ارادة عالمية ودولية لتحويل منطقة الشرق الاوسط من منطقة ساخنة ومشتعلة الي منطقة مستقرة حيث انها تمثل قلب العالم ومنطقة تنافس بين القوي العظمي وكذلك منطقة اقتصادية شديدة الاهمية نظرا لوجود ثلثي احتياطي الطاقة العالمي غير ان الاحداث الاخيرة في سيناء جعلت عامل الاستقرار يمثل التزاما مصريا واسرائيليا وكذلك الولاياتالمتحدةالامريكية باعتبارها ضامنة عملية السلام الذي هو مصلحة للجميع فلو اهتزت عملية السلام تحولت بعدها المنطقة الي بؤرة مشتعلة وتضر مصالح القوي العظمي واسرائيل ودول العالم ولذلك فإن استقرار اسرائيل هو الدافع الاساسي لبناء موقفها الاستراتيجي في هذه المرحلة ويضيف اللواء كاطو ان اسرائيل تتخوف من تحول مصر الي عدو كبير لها لأنها تعلم ان مصر تملك مفتاح الحرب والسلام في المنطقة واستوعبت درس نصر اكتوبر العظيم جيدا كما تتخوف من انهيار الاقتصاد والمجتمع الاسرائيلي من جراء ارتفاع تكاليف الاستعداد العسكري في مواجهة مصر كما تتخوف ايضا من قيام مصر ببناء تحالف قوي ضدها في المنطقة كما تتخوف من الولاياتالمتحدةالامريكية نفسها التي قد تؤثر مصالحها الاستراتيجية في استقرار المنطقة علي حساب الامن القومي الاسرائيلي خاصة ان هذه المصالح سوف تنتهي في المنطقة حال ارتفاع سقف التوتر والتهديدات, ويري ان اسرائيل تعلم انها أخطأت خطأ جسيما بقتل الجنود المصريين رغم انه بالخطأ حسب قولها- ولكن يجب ان نعرف ونفهم ان قتل الجنود المصريين ليس مقبولا انه خطأ أو مصادفة ولهذا يجب علينا ان نحقق في الموضوع ونسترجع الحوادث التاريخية لاسرائيل مثل حادثة السفينة ليبرتي عام1967 واعتقد في رأيي الشخصي ان ما تم كان اختبارا لمصر بهدف معرفة رد الفعل المصري بعد ثورة25 يناير وهو ما انعكس وظهر من رد الفعل الشعبي الغاضب والرسمي الحاسم ولذلك فالرسالة وصلت إلي اسرائيل واضحة وحاسمة ولهذا ظهر الموقف الاسرائيلي المرن في التحاور حول تعديل بنود الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد ولو عقدنا مقارنة بسيطة بين الموقفين الاسرائيليين تجاه تركيا ومصر لظهر بوضوح سر الاهتمام الاسرائيلي بخفض سقف التوتر مع مصر والحرص علي التهدئة. وحول مدي استجابة اسرائيل للمطالبة بتعديل الملحق يقول كاطو هناك بند في الملحق( أ) يعطي الحق باتفاق البلدين لمراجعة الاتفاقية وللحقيقة فإن النظام المصري السابق لم يطلب مناقشة هذا الامر خلال الفترة السابقة ولكن اسرائيل تحاول سبق الاحداث بطلب اجراء حوار استراتيجي وهي خدعة للتغطية علي التحقيق في حادث مقتل الجنود المصريين وهو ما لاتقبله مصر. وحول مستقبل الاوضاع الامنية في سيناء ونحن نحتفل بالنصر في ذكراه ال38 يقول اللواءكاطو: في تصوري الشخصي ان هناك ثلاثة سيناريوهات الاول: زيادة حجم القوات المصرية في المنطقتين ب وج وهذا يشكل عبئا علي القوات المسلحة المصرية بتكلفة اكبر واجراءات ادارية وعسكرية اكبر. السيناريو الثاني امتداد دمج المنطقة( أ) لتشمل المنطقة( ب) لإعادة انتشار القوات الموجودة حاليا حتي نهاية المنطقة( ب) تقريبا بمسافة160 كم مع تكليف قوات حرس الحدود بالوجود في المنطقة( ج). السيناريو الثالث: مع امتداد المنطقة أ و ب يتم تجهيز معدات الكترونية وانذار مبكر لاكتشاف اي انواع من الاختراقات ومتابعة الاحداث علي الحدود الي جانب وجود خط ساخن بين مصر واسرائيل يتم من خلاله الابلاغ عن اي احداث فردية. ويري اللواء كاطو ان مصر قد تقبل بالحوار الاستراتيجي حال الاستجابة للمطالب المصرية خاصة ان هذا النوع من الحوارات المهمة يتطلب تعاونا امنيا ولايمكن ان يحدث هذا الحوار في ظل وجود اختراقات وعدم قيام كل طرف بمسئولياته في حماية الامن الي جانب ان اسرائيل لاتضع السلام علي اولويات اجندتها خاصة ان مصر تصر علي حصول الفلسطينيين علي حقوقهم الكاملة وعندها يمكن ان يكون الجو مهيأ لحوار استراتيجي وقبل ذلك لا ويؤكد اللواء كاطو ان الادارة المصرية الحالية الممثلة في المجلس الاعلي للقوات المسلحة مصرة علي انهاء مشكلات الامن في سيناء خلال هذه الفترة وانه لن يتركها لمن بعده ذلك لأن العسكريين يتفهمون أوضاع سيناء وامنها واهميته بالنسبة لمصر. يقول اللواء عبدالمنعم سعيد أحد ابطال حرب اكتوبر ومحافظ جنوبسيناء الاسبق في السنوات الماضية انه تم تنفيذ بعض المشروعات والتي تخدم خطة المشروع القومي وبالرغم من تعددها الا انها مازالت تمثل نحو2% فقط من المشروع الرئيسي ومنها علي سبيل المثال ربط سيناءبالوادي عن طريق تخصيص الشريط الطولي شرق القناة بمساحة6000 كم مربع ليكون تحت سيطرة محافظات القناة الثلاث السويسوالاسماعيلية وبورسعيد مع ربط ضفتي القناة بإنشاء نفق الشهيد احمد حمدي شمال السويس وعدد من الكباري هي كوبري الفردان شمال الاسماعيلية ويصلح لعبور العربات والسكك الحديدية وكوبري السلام جنوب القنطرة لعبور العربات بانواعها بالاضافة الي العديد من المعديات علي امتداد قناة السويس كما تم انشاء شبكة من الطرق الطولية والعرضية لربط المدن الرئيسية ببعضها البعض واصبح معظمها طرقا مزدوجة تم ادخال شبكة كهرباء الجهد العالي والمتوسط وربطها حتي جنوب طابا وامتدت الي مدينة العقبة الاردنية ووصلت محطات الخدمة للمنطقة المقترحة للصناعات الثقيلة وتم مد خط الغاز الطبيعي ووصل الي الحدود الشرقيةلسيناء وتم ايضا مد الخط الاول للمياه عبر نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس ووصل الي مدينة شرم الشيخ وجارية زيادة طاقته ومضاعفتها حاليا هذا بالاضافة الي محطات تحلية المياه تقيمها المنشآت السياحية الممتدة علي طول شاطئ خليج العقبة أو علي شواطئ الساحل الشمالي لشبه جزيرة سيناء بالاضافة الي ما تم انشاؤه من مشروعات لاستخراج البترول والغاز من خليج السويس يضاف إلي ذلك إعداد وتجهيز عدد من المطارات الموجودة بسيناء لخدمة السياحة خاصة مطار شرم الشيخ الدولي ومطارات سانت كاترين والنقب والعريش.. يضاف إلي ذلك ما انشأته محافظتا شمال وجنوبسيناء للأهالي والعاملين بهما من منشآت سكنية وخدمية وترفيهية.. كذا تم إنشاء العديد من الموانئ البحرية في شرم الشيخ ونويبع والعريش. ويتبقي لاستكمال المشروع العديد من عناصره الرئيسية المتمثلة في استكمال خط السكك الحديدية ليصل إلي رفح واستكمال ترعة السلام لتصل إلي منطقة السر رغم اختلافي والزميل المرحوم اللواء منير شاش من حيث المبدأ علي اقامة ومسار الترعة والتي اقترحنا وطلبنا مرارا أن تكون من الاسماعيلية إلي الحسنة بمنتصف سيناء ايضا استكمال انشاء المنطقة الصناعية في منطقة بغداد مركز الحسنة والمستهدف منها إنشاء110 مشروعات صناعية وكذا إنشاء المنطقة الصناعية في بئر العبد والمنطقة الحرة برفح والبدء في استزراع المنطقة الصالحة للزراعة لمساحة400 ألف فدان في منطقة الحسنة ومايستتبع ذلك من إنشاء التجمعات السكنية والخدمية التي تخدم المشروعات المختلفة والتي تتسع لإسكان نحو2.5 مليون مواطن بما تحتاجه من مساكن ومدارس ووحدات صحية وخدمية وثقافية. وكذا استكمال إنشاء المشروعات السياحية علي شاطئ البحر الابيض المتوسط والشاطئ الشرقي لخليج السويس تضاف إلي ذلك المشروعات التعدينية والصناعية التي تعتمد علي استخراج المواد التعدينية المختلفة وكذا الرخام والجرانيت ورمل الزجاج المتوافر بكثرة في سيناء هذا بالاضافة إلي التوسع في استغلال الثروة السمكية بالبحر الاحمر وخليجي السويس والعقبة والبحر الابيض المتوسط.. ولاشك أن ذلك ستتبعه انشاءات متعددة واسواق لخدمة التجارة والسياحة والمواطنين أيضا. ويقول علي حفظي محافظ شمال سيناء الاسبق وقائد فرق الاستطلاع خلف خطوط العدو في حرب اكتوبر: أهالي سيناء لايقلون وطنية عن أي مواطن مصري, وقدموا تضحيات كثيرة خلال فترة احتلال سيناء, كما قدموا لنا المعاونة الرئيسية قبل وأثناء وبعد حرب اكتوبر في الاستطلاع عن خطوط العدو, وبدونهم لم يكن بمقدورنا أن ننجز ما أنجزناه, وخلال عدوان67 قام البدو بإيواء العديد من جنودنا المشردين, كما أن هناك العديد والعديد من المواقف البطولية التي لايمكن أن ننكرها عليهم, ففي عام68 جاء موشيه ديان بمنطقة الحسينية وحاول اقناع مشايخ القبائل في سيناء بتدويل قضية سيناء وعزلها عن مصر, وعقد مؤتمرا صحفيا عالميا, وطلب من مشايخ القبائل أن يطلبوا ذلك خلال المؤتمر, ووقف سالم الهرش ممثلا عن القبائل وقال: لانعرف لنا وطنا غير مصر.. وإذا أردتم الانفصال فلتسألوا جمال عبدالناصر كما أكد اللواء ابراهيم نصار مدير المخابرات الحربية الأسبق أن البدو تعاونوا مع المخابرات خلال الحرب في كثير من الأمور المهمة وقال اللواء علي حفظي عاني أهالي سيناء كثيرا نتيجة الظروف التي مرت بها هذه المنطقة, والتي كانت مسرحا للحرب, والاهتمام الرئيسي في هذا الوقت كان ينصب علي تأمين مسرح العمليات, ولم يكن هناك أي نوع من التنمية بشكل يؤدي إلي توافر الحياة الكريمة لأهالي سيناء, ولأول مرة بدأ هذا التطور يتغير بعد حرب أكتوبر وحدث التحول الاستراتيجي, وبدأنا ندخل مرحلة السلام فكان لابد من النظر إلي سيناء خاصة أن أهالي هذه المنطقة حرموا من متطلبات معيشة أي مواطن عادي, وأذكر أننا حين كنا في سيناء خلال فترة الحرب كنا نعتمد علي منطقتي الاسماعيليةوالسويس للتزود بالأكل والشرب, وبعد استعادة طابا في مارس1989 بدأت الخطة الحقيقية لتطوير سيناء بناء علي دراسة علمية مهمة وهو ما عرف بالمشروع القومي لتنمية سيناء والذي أعطي رؤية متكاملة لتنمية هذا الاقليم بشكل علمي متخصص, وأقرت الحكومة المشروع عام1993, وبدأت من خلال خطط خمسية التركيز علي الخدمات ومتطلبات البنية الاساسية, وأصبحت هناك قاعدة طيبة تمثل8% من المستهدف للبنية الاساسية والخدمات, ولكن مازال التقصير حتي الآن في المشروعات والاستثمارات التي تشكل جانبا مهما لتوفير فرص العمل والقضاء علي البطالة, ولابد أن نضع في الاعتبار أمرا مهما وهو أن التنمية في سيناء يجب أن تكون استثمارا وطنيا مصريا بعيدا عن الاستثمار الاجنبي. وقال إن رجال القوات المسلحة جيلا بعد جيل سيظلون أوفياء للأمانة المقدسة التي حملهم أمانتها شعب مصر العظيم ومحافظين علي يمين الولاء والفداء للوطن بروح أكتوبر التي أعادت لمصر وقواتها المسلحة الثقة في الذات والاعتزاز بالانتماء لشعبها العظيم. وأكد اللواء عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أن عجلة العمل في مشروعات التنمية داخل المحافظة قد انطلقت بسرعة كبيرة عقب ثورة25 يناير وأن الاحتفال بذكري النصر هذا العام سيكون له معني خاص في نفس كل مصري بعد أن حققت قواتنا المسلحة النصر علي الاعداء وحافظ جيش مصر العظيم علي ثورته المباركة. وأضاف المحافظ انه تم استئناف العمل في العديد من المشروعات بعد توقفها لفترة, خاصة أن الاعتمادات المالية متوفرة لها. واعلن أنه تم الانتهاء من تنفيذ اعمال الحماية لوادي العريش بنسبة تصل إلي حوالي80%, وأن مشروعات حماية مدينة العريش من السيول مستمرة, في إطار المخطط الزمني, إلا أنه تم تعديل مواعيد الانتهاء من الكباري التي تربط شطري مدينة العريش, خاصة الكوبري المواجه لموقف السيارات الجديد وكوبري شارع الجيش فسيتم الانتهاء منهما في شهر يونيو القادم بدلا من شهر ابريل المقبل, بينما تحدد30 سبتمبر للانتهاء من أعمال الحماية عند شارع علي بن أبي طالب, وتتكلف اعمال الكباري الثلاثة220 مليون جنيه. أما بالنسبة لأعمال الحماية لوادي العريش فقد تم الانتهاء من نسبة80% من الأعمال, وجار فتح المظاريف بالنسبة لاعمال الحماية الاخري علي الطريق الدائري.. كما تقرر الاسراع بمعالجة تأثر جسر الحماية القريب من ساحل البحر لتلافي اصطدام الأمواج برأس الجسر.. وذلك بعمل كتل خرسانية بعمق مترين طبقا لرأي المختصين بهيئة حماية الشواطئ, وكذلك عمل مجموعة ألسنة لنقل أعمال النحر إلي مكان بعيد عن جسور الحماية. وقال اللواء السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء إن هناك45 مليون جنيه معتمدة من وزارة النقل لمشرعات للطرق, وقد تم التنسيق مع مسئولي الهيئة العامة الطرق للانتهاء من الطرق الموازية لجسر الوادي خلال شهر ابريل المقبل مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي. كما يجري العمل أيضا في رفع الطمي الموجود أمام سد الروافعة بوسط سيناء وتطهيره لزيادة سعته.. حيث من المقرر رفع نحو3 ملايين متر مكعب من الطمي بتكلفة18 مليون جنيه. وأشار إلي أن هناك تنسيقا مستمرا مع الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي بشأن تدبير الاستثمارات الخاصة بتنفيذ مشروع فصل ميناء الصيد عن الميناء التجاري بالعريش, وجار اعداد دراسة علمية لميناء الصيد بمعرفة كلية العلوم الزراعية البيئية بالعريش التابعة لجامعة قناة السويس, علاوة علي التنسيق مع القوات المسلحة بخصوص بدء العمل في مشروع تطوير ميناء العريش البحري لزيادة الغاطس واستيعاب سفن حمولة30 ألف طن, بالإضافة إلي تنفيذ مشروع القري الرائدة الخمس الممول من القوات المسلحة أيضا.