أنشأت الدولة بقيادة المجلس الأعلي للقوات المسلحة صندوقا خاصا بشهداء ومصابي الثورة تحت مسمي صندوق رعاية ثورة25 يناير وخصصت له ميزانية مائة مليون جنيه مصري. صرف منها حتي الآن كتعويضات أكثر من50 مليون جنيه لكن مصابي الثورة الذين يقدرون بالآلاف لايزالون يحتاجون الي رعاية من نوع آخر. رعاية مهنية واجتماعية ونفسية وهنا يبرز دور مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بهذا الشأن. وقد بادرت مؤسسة مصريون مدنيون تحت التأسيس فقدمت مقترحها الي السيد اللواء محسن الفنجري نائب رئيس الصندوق.. وهذا الاقتراح يفضي الي مشروع عمل طابع يحمل اسم طابع الوفاء بقيمة جنيه واحدا مثلا يوضع علي كل المستندات الخدمية لكل مشروعات الدولة العامة والخاصة, حيث تكون حصيلته بمثابة تمويل دائم للصندوق يصرف منه علي المشروعات اللازمة لمصابي الثورة من أجهزة تعويضية تكميلية ومناسبة لحالتهم ووضعهم ومساكن..الخ وكل مايلزم لتأهيلهم للاندماج في المجتمع بما يرضيهم ويعوضهم شيئا عما دفعوه لمصر. والمشروع الذي قدمته السيدة ايمان الخضري عن مؤسسة مصريون مدنيون علاوة علي فائدته العملية لمصابي الثورة فله أيضا عائده المعنوي علي المواطن المصري حيث يحس وهو يشارك بهذا الطابع الذي يحمل اسم الوفاء أنه يشارك في تضميد جراح اخوته وأخواته وأبنائه ممن دفعوا عنه الفدية من دمهم..وانه بمثابة التواصل الدائم بالثورة.. وبأبناء الثورة وبمصر نفسها.. أم المصريين جميعا. لقد كنا نتكلم كثيرا عن مؤسسات الدولة المدنية, تلك المؤسسات التي كانت قبل الثورة لاتفكر الا في نفسها مصالحها ومكاسبها وتلميع أسمائها الرنانة..ولكن الوضع قد اختلف بعد الثورة, حيث أصبح لمؤسسات الدولة المدنية خاصة تلك التي أنشئت حديثا دورها المهم في المشاركة والنهوض بالمجتمع وتقديم يد العون لمن يحتاجون إليه..ونحن نري في العالم كله دور تلك المؤسسات واسهاماتها ليس فقط بالنسبة لمواطنيها ولكن بالنسبة لكل من يحتاج إليها في الدول الاخري.. سواء في الصحة أو الكوارث أو المجاعات أو إنشاء مدارس ومستشفيات وملاجئ.. الخ, ونحن نتطلع الي الدور الايجابي الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات الدولة المدنية في مصر سواء في الصحة أو التعليم أو مكافحة الفقر..وهي الأمراض المستعصية عندنا.