قال الكاتب والمنتج محمد عبدالخالق إن هناك حالة من الإحباط بين السينمائيين في الوقت الحالي من صناع الأفلام الجادة, وذلك بسبب تردي السوق السينمائية ومحاربة الأعمال التي تتناول الثورة أو الفساد بشئ من الجدية بعيدا عن السخرية والتفاهة. وأشار الي أن فيلم بعد الطوفان الذي أنتجه يعاني الكثير من الصعوبات, رغم أنه تم الانتهاء منه تماما منذ فترة وتجري اتصالات للمشاركة به في مهرجان دبي السينمائي الدولي في نوفمبر ومهرجان روتردام في يناير2012, وهو من نوعية الأفلام القليلة التكاليف, ويهتم بمصر في فترة ما بعد الثورة مباشرة, حيث تم تصويره بعد11 فبراير في شوارع مصر وبين اللجان الشعبية ومع البلطجية في منطقة المكس بالإسكندرية في محاولة لرصد الأوضاع في الشارع, حيث إنه لا يتناول الثورة بصورة مجردة وإنما يتناول عمليات كشف الفساد وطريقة تعامل الشارع المصري معها. وأضاف أن طبيعة الفيلم جعلت القنوات الفضائية العربية ترفض شراءه للعرض حصريا بعد عرضه في دور العرض السينمائي, مرجعا سبب الرفض الي ما نقله عن بعض المسئولين هناك: شعبنا وشبابنا لا يهتم بمثل هذه الأمور ولا نريد أعمالا لها علاقة بالثورة. ووصف عبدالخالق ما يحدث بأن هناك نوعا من الحصار العربي علي السينما والثقافة المصرية, يرفض سينما الفكر ويستهدف الإنتاج الرخيص حتي تكون الصورة العامة للثقافة المصرية هي تصدير التفاهة. وأشار الي أن فيلمه حفلة نص الليل الذي قام بكتابته قبل الثورة مازال مصيره مجهولا أيضا رغم أن تصويره انتهي في22 يناير الماضي قبل الثورة بثلاثة أيام وانتهت أعمال المونتاج المبدئية منذ أكثر من أربعة أشهر. وطالب عبدالخالق بمساندة وزارة الثقافة للسينما والتدخل بشكل فاعل لحمايتها, خاصة فيما يتعلق بالأفلام الجادة القليلة التكاليف لأن صناعها هم الأقدر علي التعبير عن المجتمع المصري, كما أن عليها واجبا ومسئولية لابد من القيام بها لإنقاذ السينما المصرية من الانهيار لأنه أمر مخجل أن تصبح سينما ما بعد الثورة أسوأ من سينما ما قبل الثورة.