قطعوا مئات الكيلومترات وهم يحملون معاناتهم ويحلمون باليوم الذي يصيبهم فيه الدور دور انتظره البعض مدة زادت علي ربع قرن لتحقيق حلم تسلم الوحدة السكنية الخاصة بهم من المحافظة التي يتبعها كل منهم.. فشقق المحافظة تحولت إلي لغز كبير يريد الجميع تفسيره ومعظم المتقدمين يقفون في طابور طويل لا يعلم أحدهم مين اللي عليه الدور والأهم من ذلك متي سيأتي دورهم بعد انتظار سنوات طويلة. في الأهرام المسائي اجتمعوا معا من عدة محافظات.. حضروا وكل ما يحلمون به شقة المحافظة فهناك من يسكن القاهرة وبالمعاناة نفسها جاء بعضهم من محافظة السويس وهناك آخرون قطعوا المسافة من بورسعيد جميعهم يطرح السؤال نفسه: متي تنتهي قائمة الانتظار؟ في البداية تحدث سيد علي حمودة من محافظة السويس عن أزمته مع شقق المحافظة والتي تعود إلي عام1982 عندما بدأ تجهيز الملف الخاص بالحصول علي وحدة سكنية من محافظة السويس ومن ذلك الوقت وهو ينتظر دوره طوال ربع قرن ظل عم سيد يسأل عن موعد الإستلام خاصة وان الملف مستوفي كل الشروط وهو برقم157 نقل إداري بتاريخ إيصال البنك24 سبتمبر1992... سنوات طويلة قدم خلالها العديد من الشكاوي لمحافظين سابقين دون رد. ويشكو سيد حمودة من عدم حصوله علي الشقة رغم أحقيته للحصول عليها في ظل تسلم مجموعة كبيرة بالنقل الإداري علي شقق, كما انه قام بتحديث الطلب اكثر من مرة حيث تبقي مجموعتان الثالثة والرابعة وهو في المجموعة الرابعة التي ستتسلم وحداتها السكنية ولكن التوزيع حاليا متوقف ولا يعلم احد السبب. ويقول محمد أحمد زكريا من بورسعيد انه يسكن في شقة مفروشة ويدفع شهريا مبلغ550 جنيها ومهدد بالطرد باستمرار من صاحب البيت إذا عجز عن السداد وقد ارسل طلبه لمحافظة بورسعيد للحصول علي وحدة سكنية وتقدم لخدمة المواطنين لطلب مقابلة المحافظ ولكنه فشل في توصيل صوته اليه. ويحكي زكريا عن تجربته عندما ترك الشقة المفروشة لارتفاع الإيجار وسكن بمنطقة زرزارة التي لا تصلح للحياة الآدمية علي حد وصفه حيث انتقل إلي قطاع6 في منطقة زرزارة بعدما اصبح وعائلته بلا مأوي مما تسبب في إصابته بأزمات ربو شعبية وقد قامت المحافظة بحصر الأسماء التي انتقلت إلي زرزارة فتجددت الآمال داخل سكان زرزارة انهم علي بعد خطوات من شقق المحافظة وسينتقلون اليها في أقرب فرصة ولكن لم يحدث ذلك, ويؤكد زكريا أن طابور الانتظار يضم سيدات ارامل ومطلقات ومؤخرا انضم الينا بعض الورثة حيث مات مقدم طلب الحصول علي شقة وينتظر الورثة الاستلام...! وقاطعته شقيقته رانيا أحمد زكريا التي تعاني نفس الوضع هي وزوجها وكانت تسكن مع أخيها في زرزارة ولكنها لم تستطع تحمل الحياة فيها فهي عشوائيات معدمة تعيش علي الصرف الصحي حيث يتحمل أهل زرزارة مالا يتحمله بشر. وأشارت إلي اعلان المحافظة في وقت سابق عن استحقاق سكان منطقة زرزارة لشقق سكنية وتم هدم بعض العشش فعلا تمهيدا للانتقال إلي شقق المحافظة ولكن طال الانتظار ولم يحصل احد علي أي شئ وعندما كان يذهب أحد من الأهالي للاستفسار لم نجد إجابة شافية تثبت وضعنا الحالي ولم يعد لدينا البديل فأصبح معظمنا في الشارع بلا مأوي لذلك لجأت للشقق المفروشة رغم تكاليفها الباهظة وفي انتظار شقة الأحلام. وتقول ليلي ابراهيم رضوان اتقاضي معاشا250 جنيها عن زوجي ولم احصل علي سكن بديل بعد هدم العشة الخاصة بي فاضطررت للجوء إلي شقق الايجار الجديد التي يساعدني علي الاستمرار فيها مساعدات اهل الخير الذين يدفعون الايجار عني.. وأتمني من الله ان استلم الشقة من محافظة بورسعيد في اقرب وقت. واستكملت حديثها قائلة اسكن في منطقة زمزم غرب الحراسات وأري يوميا الكثير من الوحدات السكنية الخالية في كثير من مشاريع المحافظة السكنية وتتساءل ليلي هي الشقق بتاعتنا هتفرق معاهم في حاجة؟ ومن القاهرة تحدث هشام عاشور كامل موسي هذا الرجل المعاق الذي حكي معاناته بصوت خافت ملأه الحزن قائلا تقدمت بطلب للحصول علي شقة من المحافظة منذ عام1991 وحتي الآن لم احصل عليها رغم حاجتي الشديدة لها. واضاف انه يسكن في حجرة واحدة مع زوجته وأولاده وينتظر الحصول علي هذه الشقة بفارغ الصبر وأكد انه تقدم بطلبه اكثر من مرة ولكن دون جدوي.