بالقرب من النيل الذي يسقي مصر كلها, هناك من يصرخ من العطش ومنهم أهالي بعض قري حلوان الذين أكدوا ان المياه ملوثة ولا تصلح للاستخدام الأدمي. وتؤدي إلي إصابتهم بالعديد من الأمراض, لذا فانهم يضطرون إلي شراء المياه فضلا عن مشكلة الصرف الصحي التي يعاني منها الكثير. في البداية قالت مني إبراهيم ربة منزل رغم حرارة الجو فإننا نفتقد احتياجنا للماء ونضطر للوقوف لساعات في ظل القيظ والحر حتي نحصل علي حصتنا من المياه نظرا لانقطاع المياه من قبل رمضان ونضطر إلي غسيل حاجتنا في الترعة. وقال رمضان متولي إن مياه مواسير المحافظة غير نظيفة وبها رمال وشوائب, وعند غليانها يظهر علي جوانب الاناء بعض الأملاح, وبالتالي لا يستطيع احد استخدامها في الطعام او الشراب. أضاف انه لا يوجد صرف صحي في القرية والعربات ترفع الصرف من الخزانات ب25 جنيها للمرة الواحدة وقال الطرنش من الممكن ان يمتليء مرتين في شهر واحد لكثرة اعداد أفراد الأسرة وتحصل العربة الواحدة من صاحب المنزل علي أكثر من120 جنيها شهريا. وقالت الهام عبدالفتاح ان مياه المحافظة لا تصلح للشرب او الطهي, ورغم هذا فإن كل منزل يدفع فواتير المياه بأكثر من25 جنيها كل شهر بالاضافة إلي ان رائحتها كريهة وإذا شربها اي شخص تسبب له امراضا في المعدة والكلي. وأكدت مديحة مصطفي ان الخبز المدعم يعجن بمياه من الحنفيات الملوثة التي لا يشربها أحد, فلماذا يصر أصحاب المخابز علي عناد الأهالي وبيع الخبز غير المطابق للمواصفات؟ أضافت القرية لا يوجد بها مستشفي او وحدة صحية وإذا أصيب أحد الأهالي بمرض أثناء الليل يظل حتي مطلع الشمس لحين وجود سيارة تحمله إلي مستشفي الصف العام, والصيدلية الوحيدة الموجودة يعمل بها أفراد غير متخصصين او خريجي دبلومات, ولايعرفون فيم تستخدم الأدوية, واحيانا يصفون الدواء للمريض فيعرضه لمضاعفات خطيرة. وأكدت مديحة ان مواسيرالصرف لصحي تصرف في مياه ترعة القرية دون أن يتحرك اي مسئول من مجلس مدينة الصف, في الوقت الذي يستخدم فيه الأهالي مياه الترعة في تنظيف الأواني والأطباق ويتسبب ذلك في إلحاق العديد من مواطني القرية للإصابة بالأمراض الخطيرة. وقال صبحي سيد من مواطني القرية إنه لا توجد شركات تجمع القمامة من القرية, ويضطر الأهالي لالقاء القمامة في الترعة, ومسئولو مركز المدينة يعلمون ذلك وطالبهم الأهالي مرارا بوضع صناديق للقمامة في القرية ليضع فيها مواطنوها الأشياء التي يلقونها في الترعة. وقال الحاج عبدالسلام عبيد مزارع ان مسئولي مجلس المدينة يتجاهلون مشكلة القرية التي تكمن في أن معظم منازلها تغرق في المياه ولا نطلب من رئيس المدينة سوي إرسال لجنة بيئية من المجلس لترصد الكارثة التي يتعرض لها الأهالي يوميا, ورغم ذلك فإن مسئولي مجلس المدينة اداروا ظهورهم لمطالبنا ولانجد من يسمع لشكوانا. أضاف ان عربات رفع الصرف الصحي تقوم بإلقاء المياه فوق الجبل الملاصق للمنازل ثم تعود مياه المجاري علي المنازل مرة أخري فور نقلها, وأن جميع المسئولين يعلمون ذلك, ولم يقم اي منهم بزيارة القرية منذ سنوات. اما سمية قنصوة من الأهالي فتقول إن المياه الجوفية تدخل المنازل أثناء الليل ويضطر الأهالي لرفعها بالجراكن والأواني في الصباح الباكر وأن أصحاب المنازل يشترون الرمال ليردموا بها أماكن تجمع المياه في الغرف والصالات وقالت: نعيش حياة مأساوية ونطلب من مسئولي مجلس المدينة ان يعيشوا مكاننا يوما واحدا ليروا المعاناة التي نعيشها. وقال سعيد شبل إن مياه الحنفيات ملوثة ولا يستطيع احد استخدامها, ولا تستخدم سوي في غسيل الأواني, بالاضافة لاختلاط مياه المواسير بالصرف الصحي مما أدي إلي انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة. وبسؤال المهندس صلاح خضر رئيس الوحدة المحلية بالأقواز عن مشكلة مياه الشرب بالقرية قال إنها سليمة وتخضع لجميع الاختبارات المعملية من قبل شركة مياه الشرب بالجيزة, وأضاف ان من لديه شكوي فعليه التقدم لمرفق مياه الشرب بالصف او الوحدة المحلية بالأقواز. وحول مشكلة الصرف الصحي قال إنها مدرجة في الخطة حيث تم تحديد مواقع محطات الرفع الخاصة بالصرف الصحي, لكن المشكلة تكمن في التمويل المادي وخطة الجهاز التنفيذي لمرفق مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة.