اعتاد أهالى أسيوط الاحتفال بعيد الفطر المبارك على طريقتهم الخاصة بعيدا عن الاحتفالات التقليدية بالمتنزهات والرحلات النيلية، حيث تأخذ الاحتفالات شكلا أخر يغلب عليه طابع التقاليد التى يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، ففى قرى الصعيد تحديدا تتجسد مظاهر الاحتفال بالعيد فى عادة « الموسم « كما يطلق عليها الأهالى لكونها تتكرر مرة سنويا مع كل عيد، حيث يرفع « الأسايطة « شعار صلة الأرحام من خلال بر الوالدين وزيارة بناتهن المتزوجات وهى الظاهرة الأساسية التى يحرص عليها جميع الأهالى بلا استثناء كل حسب إمكانياته. ففى تلك المناسبة المهمة تقوم الأسر بزيارة بناتهن المتزوجات تأكيدا لصلة الأرحام وتوطيدا للعلاقات، وخاصة عندما تكون الفتاة متزوجة من شخص خارج العائلة أو خارج القرية، حيث تعد لها زيارة كبيرة من اللحوم والفاكهة والخضراوات والخبز « العيش الشمسى «، فضلا عن حلويات العيد من كعك وبسكويت وذلك عقب عودة الأسرة من صلاة العيد حتى يتم إدخال البهجة والسرور عليها فى هذا اليوم المبارك لتتفاخر أمام أهل زوجها وبين زوجات أشقاء زوجها الذين عادة ما يعيشون سويا فى منزل واحد، حيث تتفاخر بما قامت به أسرتها تجاهها، أما الشباب الذين يعيشون فى مناطق بعيدة بالمحافظات المجاورة بحثا عن الرزق فإنهم يحرصون فى ذلك اليوم على العودة لزيارة والديهم حاملين معهم الهدايا والمأكولات والملابس حتى يدخلوا البهجة عليهم عرفانا وتقديرا لما قدمه الأبوين فى سابق عهدهما، ومنح أبناء أشقائهم » العيدية « والتى هى عبارة عن » المبالغ النقدية « التى كان يحرص الكبار على إعطائها للأطفال فى صورة من البهجة والسرور وكانت تتمثل فى بضعة جنيهات ضئيلة أما الآن فأصبحت لا تقل عن عشرين جنيها للطفل وهو ما يمثل عبئا جديدا على كاهل أولياء الأمور . أما مدينة أسيوط فالاحتفال بين سكانها يأخذ شكلا أخر تبدأ ملامحه فى اليوم الذى يسبق العيد حيث يتزاحم « الأسايطة « بشكل جنونى على محلات الفسيخ لشراء » الملوحة « بشكل جنونى يصل إلى حد نفاد الكميات المعروضة لدى البعض وجلب كميات إضافية لتغطية الحاجة الملحة للمواطنين الذى اعتادوا على تناول الملوحة للاحتفال بعيد الفطر المبارك تغييرا للنظام الغذائى خلال الشهر الفضيل فما تكاد تخلو جلسة عائلية داخل المدينة من سيد الطعام فى ذلك اليوم « الملوحة « ويتجمع جميع أفراد الأسرة لتناول تلك المأكولات الموسمية التى ربما لا يتناولونها إلا فى مثل هذا اليوم من كل عام ، وكذلك ممارسة بعض الطقوس الخاصة بهم من تناول « الترمس « و« الملانة « والحمص الأخضر مع زيارة المتنزهات الخضراء والرحلات النيلية .